إن أحد أهم الأهداف التي نشأ من أجلها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية قبل خمسة وعشرين عاماً، هي خدمة صناع القرار في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يقوم المركز بدعم دوائر صنع القرار، من خلال إعداد الدراسات والتقارير وأوراق الموقف بشأن أفضل البدائل السياسية ذات الصلة، وكذلك توفير البحوث والتوصيات المتنوعة لصناع ومتخذي القرار. وقد نحج المركز في هذا المجال أيّما نجاح، حيث وجدت الكثير من التوصيات والمقترحات التي قدمها المركز على مدار ربع قرن من عمره طريقها إلى التنفيذ، وقد كانت إسهاماته واضحة في العديد من المجالات التي شهدت تطوراً لافتاً للنظر، سواء السياسية منها، أو الاقتصادية، أو التنموية، أو تلك المتعلقة بالتعليم والحركة الثقافية. ولا شك أن النجاح الذي تحقق في هذا المجال يعود إلى: أولاً، دعم القيادة الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، التي حرصت منذ وقت مبكر على احترام وتقدير العلم والمعرفة، حيث كان لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، الأثر الأكبر في تمكين المركز من تقديم رؤى عصرية ومتطورة، بينما تحرص على أخذ الآراء المختلفة بعين الاعتبار بهدف الوصول إلى القرار الأفضل الذي يخدم مصالح المواطن والدولة، ويسهم في الارتقاء بمستوى حياة الشعب الإماراتي ليكون من بين الشعوب الأسعد في العالم. كما تحرص القيادة أيضاً على الاستفادة من دراسات ورؤى ومقترحات وتوصيات المركز فيما يتعلق بالعلاقات الخارجية.
ثانياً، اتباع الأسلوب العلمي الرصين في كتابة وإعداد التقارير والدراسات، وكذلك الأوراق التي تستهدف خدمة صانع القرار. فخلال هذه المسيرة البحثية الحافلة بالعطاء، ظل مركز «الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية» يرفد دوائر صنع القرار في الدولة بتحليلات واستنتاجات علمية رصينة قائمة على قراءة موضوعية ودقيقة للأحداث والتطورات والقضايا المختلفة المحلية والإقليمية والدولية المحيطة وانعكاساتها على دولة الإمارات العربية المتحدة، وفقد نجح المركز بالفعل في أن يتفاعل مع قضايا الوطن، وأولويات الأجندة الوطنية ضمن رؤية علمية شاملة ومتكاملة تسهم في نهضة الدولة، وتستشرف آفاق المستقبل، عبر دراسات وبحوث ومحاضرات متميزة أثرت الفضاء الأكاديمي وأضاءت الطريق العلمي في الدولة.
والمركز مستمر في هذا النهج، بل ويسعى دائماً إلى تعزيزه ليس ضمن منظومته فقط، ولكن أيضاً في الخارج، حيث يحرص على نشر الوعي بأهمية اتباع الأسلوب العلمي والنهج الصحيح في قراءة وتحليل وتفسير الأخبار والأحداث والمستجدات. وما يدعو إلى الثقة والتفاؤل، أن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية يعمل باستمرار على تطوير آليات عمله من أجل التوافق مع المتغيرات المحيطة، من خلال رؤية عميقة للتحديث، تنظر باستمرار إلى المستقبل، ولا تقنع بما تحقق مهما كان حجمه، ومقدار التميز والتفرد فيه، مستلهمة في ذلك الرؤية التنموية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، التي لا تحد مساحة الطموح فيها أي سقوف، ومدفوعة بالرعاية الكريمة من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، والإدارة الواعية لسعادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، الذي لا يألو جهداً في تفعيل الدور الذي يقوم به المركز على المستويات كافة، وترسيخ مكانته باعتباره واحداً من أهم مراكز الدراسات والبحوث على الصعيدين الإقليمي والدولي.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية