التحكم في القدرة على الولوج إلى شبكة الإنترنت في أرجاء القارة الأفريقية، أصبح أداة شائعة الاستخدام. وخلال الأشهر الأولى من عام 2019، عطّلت الحكومات الشبكة في كل من جمهورية الكونجو الديمقراطية والجابون. وفي هذه الأثناء، حظرت تشاد وسائل التواصل الاجتماعي منذ أكثر من عام.
وعمليات تعطيل الإنترنت من قبل السلطات الحكومية جزء من اتجاه واسع النطاق. وفي عام 2018، سجلت مجموعة «أكسيس ناو» المدافعة عن حقوق الإنترنت 21 عملية تعطيل كامل أو جزئي لشبكة الإنترنت في أفريقيا، مقارنة بـ13 حالة قبل عام.
وتعطيل الشبكة العنكبوتية هو رد فعل جزئي على الانتشار المتزايد لاستخدام الشبكة في القارة السمراء، التي ظلت حتى عقد مضى بعيدة عن الشبكة بدرجة كبيرة. واليوم، أضحت «الإنترنت» جزءاً محورياً إلى حد كبير في اقتصادات كثير من الدول الأفريقية، من «الدفع عبر الهاتف المتحرك مقابل احتياجات البقالة اليومية إلى التجارة عبر الإنترنت، لكن مع ذلك النمو، أضحت الشبكة أيضاً أداة للتغيير الاجتماعي، وهو ما شجّع الحكومات على اتخاذ إجراءات قوية لتحجيمها، وفي بعض الأحيان كان لذلك تداعيات غير متوقعة».
وتقول «جوليت نانفوكا»، الباحثة لدى «إنترناشيونال آي سي تي» المتخصصة في سياسات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في شرق وجنوب أفريقيا، تتخذ من مدينة كامبالا الأوغندية مقراً لها، «إن العدد المتزايد من المستخدمين يُشكّلون تهديداً أكبر على بعض الحكومات». وأضافت: «رغم ذلك هناك حكومات تتخذ خطوات واسعة في جهودها الرامية إلى زيادة أعداد المستخدمين للشبكة العنكبوتية، لكن إلى جانب ذلك نرى الدول ذاتها تُمارس رقابة على الولوج إلى الشبكة».
وفي الحقيقة، تنمو أعداد المستخدمين للشبكة بسرعة كبيرة في «أفريقيا جنوب الصحراء» أكثر من أي مكان آخر في العالم، حسب بيانات «اتحاد الاتصالات الدولي»، ووكالة الأمم المتحدة. وفي 2018، ولج ربع سكان أفريقيا للمرة الأولى إلى شبكة الإنترنت. ولا يزال ذلك أقل بكثير من المعدلات العالمية البالغة 51.2 في المئة، لكنها تشكل ارتفاعاً سريعاً مقارنة بعقد مضى عندما كان 4 في المئة فقط من الأفارقة قادرين على استخدام الشبكة.
وسهّل من حدوث هذه الثورة ظهور وسائل تكنولوجية أخرى وهواتف ذكية رخيصة، والتي سمحت لسكان أفريقيا من التغلب على نقص الخطوط الأرضية ومشكلات الاتصال الأخرى التي كانت سبباً في السابق في عدم قدرة الناس على استخدام الإنترنت. وقد تضاعفت نسبة الأفارقة الذين يستخدمون الهواتف الذكية منذ عام 2014، ومن المتوقع أن يستخدم 300 مليون أفريقي آخرون الإنترنت في غضون الأعوام السبعة المقبلة.
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»