في عام 2007 تبنيتُ طفلاً من جواتيمالا ليصبح اسمه بول جوشوا جيتلي. وحين شاهدت صور أفراد من سكان أميركا الوسطى يقطعون آلاف الأميال لنيل اللجوء في الولايات المتحدة، تخيلت أن بول كان يمكن أن يكون أحدهم، وأن تكون بينهم والدته البيولوجية أو والده البيولوجي أو والدته الراعية أو أطفالها الخمسة البيولوجيين أو الأطفال الثلاثة الآخرين الذين كانت تتولى رعايتهم والذين عاش معهم بول في شهوره التسعة الأولى في كوخ بمدينة جواتيمالا سيتي.
لكن الرئيس ترامب، مدير الفرع التنفيذي في بلاد بول بالتبني، يصف أشخاص القافلة بأنهم أعضاء عصابات وقتلة وتجار مخدرات..! وحتى الأطفال، أجاز لقوات خفر الحدود الأميركية أن تطلق النار عليهم إذا ألقوا بحجر عبر الحدود!
لكن لأذكّر الرئيس بأن بول ترك مدينته الأم التي تجاور فيها ناطحاتُ السحاب المباني العشوائيةَ ويبلغ فيها معدل القتل أعلى نسبة في العالم ويعيش فيها كثير من الأطفال على ما يستخرجونه من صناديق القمامة. ومازالت جواتيمالا والسلفادور وهندوراس فقيرة وعنيفة وخطرة.
وأذكّر الرئيس ترامب أن معهد كاتو أعلن في يونيو الماضي أن احتمالات تعرض المهاجرين الذين بلا وثائق للحبس تقل بنسبة 47% عن الأميركيين المولودين في البلاد في عام 2016 واحتمالات حبس المهاجرين الشرعيين تقل بنسبة 78% عن الأميركيين المولودين في البلاد. كما كشفت دراسة في مارس العام الماضي في مجلة (كريمنولوجي) «علم الجريمة» أن الجرائم العنيفة أقل فعلياً في التجمعات السكانية التي يتركز فيها عدد كبير من المهاجرين غير الشرعيين.
لكن الإدارات الأميركية المتعاقبة دأبت على دعم الحكومات الفاسدة في أميركا اللاتينية والمسؤولة عن مقتل أعداد كبيرة من السكان طوال العقود الماضية. والوقائع تزخر بها كتب التاريخ. فكيف أشرح كل هذا لبول؟
بول فتى طيب وبارع في الكمبيوتر والبيسبول ولديه طريقة ممتعة في السرد وابتسامته الجميلة تضيء وجهه بالكامل، ولديه حس فكاهة أصيل، وليس مجرماً ولا تاجر مخدرات.
جاري جيتلي
صحفي أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»