«?إن ?اعتمادنا ?على ?العلم ?والمعرفة ?لتحقيق ?التنمية ?الشاملة ?هو ?السبيل ?الوحيد ?للوصول ?بدولتنا ?إلى ?مرحلة ?الإنتاج ?النوعي ?الذي ?لا ?يعتمد ?النفط ?أساساً ?لدخلنا»، تلك المقولة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تأكيداً لمنزلة العلم والمعرفة في مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة وهما جناحا التعليم في أي مجتمع إذ يُقاس تقدم المجتمعات وتطورها بمدى تقدم وتطور نظامها التعليمي بشقيه التعليم العام والتعليم التقني والمهني. وهي أيضاً المقولة التي تعكس الرؤية الثاقبة لسموه حول أدوات النهضة الحضارية التي يُشكل التعليم أساسها ومظلتها، وما زالت المؤسسات التعليمية في الدولة تتخذ من مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتوجيهاته منهجاً ونبراساً يصنع وينير الطريق أمام الأجيال لكي تتخذ مواقعها في مسيرة التنمية الشاملة.
ومن أبرز تلك المؤسسات التعليمية، «مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني»، الذي تأسس عام 2010م، ويأخذ على عاتقه مهمة ترسيخ مسار التعليم التقني والمهني ليكون الخيار الأول لمواطني دولة الإمارات، باعتباره أحد أهم مرتكزات التنمية المستدامة. ومن أهم المؤشرات التي يستند إليها المركز لقياس مدى النجاح الذي تحققه دول العالم في مجال التعليم التقني والمهني ومقارنته بمثيله في دولة الإمارات العربية المتحدة هو «منتدى القادة» الذي يعقده المركز سنوياً، وجاء هذا العام تحت عنوان «التعليم التقني والمهني: التحول نحو الاقتصاد الرقمي». وبجانب جلسات المنتدى ودسامة محتواها العلمي والعناية الكبيرة في اختيار المتحدثين، تجب الإشادة ببعض النقاط التي أكسبت المنتدى تميزاً واضحاً هذا العام في دورته الخامسة.
فالمتتبع لمسيرة المنتدى منذ عام 2015م يلحظ هذا العام زيادة الاعتماد على العنصر المواطن في مجال التنظيم وإدارة الجلسات وإلقاء أوراق المنتدى بنسبة لا تقل عن 70%، الأمر الذي يعكس مدى حرص قيادة مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني على تأهيل المواطن في مجالات تنظيم الفعاليات، بجانب دقة اختيار الكوادر المواطنة المتميزة في مجالات العمل لإعداد وإلقاء الأوراق العلمية. أضف إلى ذلك التركيز القوي والعميق على ضرورة مواكبة مخرجات نظام التعليم في الدولة لمتغيرات – وليس متطلبات – سوق العمل المحلية ويتضح هذا الأمر في اختيار موضوع المنتدى، وهو ترسيخ العلاقة بين التعليم التقني والمهني وبين تحول دولة الإمارات العربية المتحدة إلى الاقتصاد الرقمي بتدريج وتركيز كبيرين، ثم تأتي نقطة أخرى على جانب كبير من الأهمية، وهي قيام المتحدثين المواطنين في المنتدى بدور «المرشد الأكاديمي» لطلبة المدارس والكليات، الذين حضروا الجلسات العلمية، إذ ركز المتحدثون المواطنون على تقديم النصح والإرشاد للطلبة في مجالات اختيار تخصصاتهم الجامعية وكيفية إعداد البحوث الأكاديمية بدمج مجالين علميين على الأقل في موضوع البحث لكي يستفيدو من التخصصات الجامعية الأخرى وليس تخصصهم فقط، ثم بث روح التفاؤل والطمأنينة بين هؤلاء الطلبة صغار السن بأن الدولة في حاجة لهم في جميع مجالات سوق العمل، وبأنهم سيلقون التشجيع والدعم من مسؤوليهم المواطنين لكي يساهمو في مسيرة التنمية الشاملة في الدولة. وكانت محصلة المنتدى التي شهدتها منذ الوهلة الأولى لولوجي قاعته هي تميز المواطنين في الإدارة والجانب العلمي بقيادة «مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني». ولقد جاءت أوراق المنتدى بعد ذلك، في مجالات استخدام الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد والتجارة والتعليم والقضاء، لتُكمل قصة نجاح منتدى القادة، ولتؤكد مقولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه – الذي قال: «الرجال هم من يؤسسون المصانع، الرجال هم من يخلقون السعادة، الرجال هم من يصنعون حاضرهم ومستقبلهم».