الافتقار إلى مياه الشرب والصرف الصحي يجعل الحياة صعبة للغاية. وفي باكستان، لا تصبح الحياة صعبة فحسب، بل تتعرض النساء، والفقيرات منهن بخاصة، للتحرش أثناء إحضار مياه الشرب أو حين يضطررن إلى السير بمفردهن.
ولنأخذ مثال امرأة تُدعى علا وصي تعيش في مخيم بدائي في جنوب مدينة بيشاور. فقد أصبحت المرأة تتعرض للتحرش على امتداد الطريق من قناة المياه إلى المخيم في كل مرة كانت تذهب فيها لإحضار المياه اللازمة للشرب والغسل والطهي. وفي المخيم نفسه، تحدثت امرأة أخرى تدعى «روبينا بيبي» عن تحرش رجال بها أثناء حصولها على المياه. وحالة المرأتين ليست استثناء في باكستان. ففي عام 2018، ذكرت منظمة «ووترآيد» الدولية غير الهادفة للربح أن 20% تقريباً من أفقر سكان البلاد ليس لديهم إمكانية الحصول على المياه النظيفة من مكان قريب من منازلهم.
وهناك «نصرة الياس»، التلميذة في الصف الثالث الابتدائي، التي تحدثت عن تعطل المراحيض في مدرستها، مما يدفعها إلى خوض تجربة مهينة وخطيرة قد تعرضها للخطر في مكان آخر. ولذا قررت ألا تأكل أو تشرب قبل الذهاب إلى المدرسة حتى لا تضطر إلى قضاء حاجتها أثناء يوم الدراسة. والافتقار إلى المراحيض في المدارس منتشر عبر العالم. فقد ذكرت منظمة «ووترآيد» عام 2018 أن مدرسة من كل خمس مدارس ابتدائية، ومدرسة من بين كل ثماني مدارس ثانوية في العالم، لا يوجد بها مراحيض. والمشكلة تضر بشكل غير متناسب بالدول الأفريقية والآسيوية النامية التي يتزايد عدد سكانها.
لكن باكستان أدخلت تحسينات في موارد المياه والمنشآت الصحية في السنوات القليلة الماضية. وصرح «حزب الله خان» رئيس قسم علوم البيئة بجامعة بيشاور أن المنظمات غير الحكومية مثل فريق المياه والصرف والنظافة الشخصية (WASH) في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ومنظمة «ووترآيد باكستان» ساعدت في تعزيز الوعي والحاجة إلى تحسين الأوضاع. كما نفذت منظمات وحكومات محلية حلولاً على أرض الواقع.
توسيع إمكانية الحصول على المياه والصرف الصحي يحفظ كرامة النساء ويقي من الأمراض، ويحسن سمعة باكستان في العالم أيضاً. فبعد أن شهدت باكستان بصفة عامة تحسنات في إمكانية الحصول على المياه النظيفة، وضعت «ووترآيد»، في عام 2018، باكستان في المرتبة الخامسة بين أكثر المناطق تحسنا في إمكانية الحصول على المياه على امتداد العالم بناء على عدد الأشخاص الذين أمكنهم الحصول على المياه، فقد حصل 44.3 مليون شخص على مصدر للمياه النظيفة.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»