«إن الأمن هو الركن الأساسي في تأسيس المجتمعات والدول المستقرة عبر التاريخ، وقد حظي هذا المحور بدعم كبير من الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، حيث كانت تقع في جوهر رؤيته التنموية لبناء أبوظبي والانطلاق منها لتحقيق حلم دولة الوحدة، وقد سار على النهج ذاته صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في تقديم كل أشكال الدعم والمساندة لأجهزة الشرطة وتوفير كل الإمكانات التي تحتاج إليها لتقوم بأدوارها وأعمالها في ترسيخ أسس الأمن والسلامة في الدولة»، تلك هي مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة عن أهمية الأمن لاستقرار وتنمية دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام وأبوظبي بشكل خاص. وقد ركز سموه على الطفرة التي تشهدها القيادة العامة لشرطة أبوظبي في السنوات الأخيرة، والتي نتج عنها تبني رؤية متكاملة للأمن لا تقتصر فقط على العنصر الشرطي، وإنما تمتد لتشمل الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها، تجسيداً لمفهوم «الأمن مسؤولية الجميع» الذي يجعل المجتمع شريكاً للشرطة في حفظ الأمن والوقاية من الجريمة وكشفها. ومن هنا جاءت خطوة القيادة العامة لشرطة أبوظبي بإطلاق مبادرة «كلنا شرطة»، التي تهدف إلى الارتقاء بمستويات العمل الشرطي الحديث وتشجيع أفراد المجتمع على التعاون مع عناصر الشرطة في الحفاظ على مكتسبات الأمن والاستقرار وفق أفضل الممارسات العالمية والدافع الأكبر لهذه المبادرة هو تبوء دولة الإمارات المركز الأول إقليمياً، وضمن الدول العشر عالمياً الأكثر أماناً للعيش، ومن هنا جاءت مبادرة «كلنا شرطة»، والتي تركز على الارتقاء بمجتمع إمارة أبوظبي ليصبح شريكاً أساسياً في الحفاظ على أمن وأمان الإمارة وضمان مشاركة أفراد المجتمع بكافة شرائحه من خلال تسخير إمكانياته ومهاراته في الحفاظ على أمن وسعادة المجتمع.
وتهدف المبادرة إلى توفير الشعور بالأمن والأمان في الإمارة، وتحقيق السعادة من خلال الأمن المستدام بجانب تحفيز الإبداع والابتكار من كافة شرائح المجتمع ومشاركتهم في الحفاظ على مكتسبات الوطن. وترتكز المبادرة على ثقافة «التطوع»، إذ ينضم لها من تنطبق عليهم الشروط والمعايير الموضوعة مسبقاً كمتطوعين في المجال المروري والأزمات والكوارث والمجال الأمني والمجتمعي والتوعية والتثقيف، مما يعزز من ثقة المتطوع بنفسه ويزيد من خبراته في المجالات الأمنية.
ويجب على عضو مبادرة «كلنا شرطة» أن يتميز بقدرات ذاتية وحس أمني يميزه عن غيره، ويستطيع من خلاله أن يشعر بحدوث أو إمكانية حدوث شيء غير مألوف يمكن أن يحدث ضرراً أو خطراً على الأفراد والممتلكات. كما يجب على عضو المبادرة أن يكون لديه مهارة وخبرة تقييم المخالفات المرورية التي قد تحدث من فئة قليلة في المجتمع، ليقوم عضو «كلنا شرطة» بالإبلاغ عن تلك المخالفة سواء عن طريق الهاتف أو التطبيق الخاص بالمبادرة. ويأتي رد فعل عضو «كلنا شرطة» في إطار واضح وتعليمات صارمة تفصل بينه وبين رجل الأمن المخول قانوناً بتنفيذ مهام الحفاظ على الأمن والأمان في المجتمع.
كافة تلك المعلومات والمعايير والأهداف قام بسردها بأسلوب مبسط وسهل وجامع مانع أحد الضباط المنتسبين للقيادة العامة لشرطة أبوظبي خلال المحاضرة التي تم دعوتي لها مؤخراً، وقد لفت نظري قدرة المحاضر على عرض خمسة محاور لمبادرة «كلنا شرطة» خلال نصف ساعة فقط مما يعكس مدى التطور الذي بلغته إدارات الشرطة في الدولة بشكل خاص ووزارة الداخلية بشكل عام في تأهيل وإعداد العنصر البشري المواطن الذي هو أساس تطور المجتمع وأبرز مكتسبات دولة الاتحاد، الأمر الذي يضمن بلا ريب نجاح وفاعلية العلاقة بين جهاز الشرطة وأفراد المجتمع.