دأب الرئيس الأميركي دونالد ترامب على التفاخر بعلاقاته «العظيمة» مع نظيره الصيني الرئيس «شي جين بينج». وعلى رغم من ذلك يتجه أكبر اقتصادين في العالم صوب مزيد من الشقاق والاختلاف، خصوصاً بشأن قضيتي التجارة والأمن. ومن المرجح أن تزيد الهوة بينهما في عام 2019، على نحو يمهد لصراع يصفه مراقبو الصين بالفعل بأنه بداية «حرب باردة جديدة». والتجارة هي الجبهة الأولى، فقد أجرى ترامب تغييرات على بنود العلاقات الأميركية مع الدول الأخرى لاسيما الصين، ففرض رسوماً جمركية على منتجات صينية بمئات المليارات من الدولارات. واتهمت الإدارة الأميركية الصين بـ«نهب» الولايات المتحدة من خلال تقديم دعم هائل للشركات الصينية بهدف نقل التكنولوجيا الأميركية قسرياً إلى الصين، وتقديم مساندة تكتيكية لانتهاك الملكية الفكرية. وبالطبع، لن يزيد توقيف المسؤولة التنفيذية الصينية في شركة «هواوي» بطلب أميركي في كندا بداية ديسمبر الماضي سوى رؤية الصين الراسخة أن الولايات المتحدة تهدف إلى احتواء نهوضها، على رغم من أن السبب المعلن لتوقيفها هو مزاعم حول انتهاكها العقوبات على إيران، وهو ما تنفيه بكين.
غير أن الأمر لا يتعلق بالتجارة فحسب، ففي خطابه التاريخي الذي أدلى به في الرابع من أكتوبر الماضي، وجّه «مايك بنس» نائب الرئيس الأميركي، اللوم لثاني أكبر اقتصاد في العالم بشدة، قائلاً: «إن بكين كانت تستخدم أدوات سياسية واقتصادية وعسكرية، إلى جانب الدعاية، لتعزيز نفوذها والاستفادة من مصالحها في الولايات المتحدة». وعلى صعيد التحركات الصينية في بحر الصين الجنوبي، أفاد «بنس» بأن الولايات المتحدة لن تخضع للترهيب، ولن تتراجع عن موقفها.
وجاءت ردود الصين موحية بشكل كبير بشأن مستقبل العلاقات بين البلدين في عام 2019. فقد أشارت «هوا تشيونيج»، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، إلى أنه إذا رفضت واشنطن التراجع عن موقفها، فإن بكين لن تتراجع أيضاً. وأضافت: «لن يستطيع أحد منع الشعب الصيني من التقدم بثبات ورسوخ على طريق النمو والازدهار».
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»