نشرت الصحف الكويتية خبر إقامة قاعدة بريطانية بحرية ستقام في الكويت، وقد صرح السفير البريطاني في الكويت مايكل دافنبورت بأن الوجود البريطاني العسكري يأتي بناءً على طلب ورغبة من الجانب الكويتي.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن بريطانيا تجري تدريبات عسكرية مع دول الخليج باستمرار، ففي أكتوبر من هذا العام جرت أكبر مناورة عسكرية خارج «حلف شمال الأطلسي» (الناتو) مع عمان، وقد أُطلق عليها اسم «السيف السريع»، وفي نوفمبر من هذا العام أيضاً جرت تدريبات عسكرية مع المملكة العربية السعودية في مجال الطيران تحت مسمى «العلم الأخضر»، كما جرت تدريبات بحرية مع كل من البحرين والكويت في هذا العام أيضاً.
والسؤال المهم حالياً لعله هو: لماذا الاهتمام البريطاني بتعزيز الدفاع والأمن مع دول الخليج في الوقت الحالي تحديداً؟
لا شك في أن العلاقات التاريخية بين بريطانيا والدول الخليج جعلت هذه الدول تثق كثيراً بالجانب البريطاني، خصوصاً وأن رئيسة الوزراء البريطانية الحالية «تيريزا ماي» سبق لها أن أعلنت بأن أمن الخليج هو من أمن المملكة المتحدة.
ومن الناحية الأمنية، ينتشر في منطقة الخليج نحو 1500 جندي بريطاني بشكل دائم، مع ما لا يقل عن ست سفن ملكية، فضلاً عن بعضٍ من أحدث طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني.
كما تتعاون بريطانيا مع دول الخليج في مجال مكافحة التطرف والإرهاب العالمي.
وفي المجال الاقتصادي، يبلغ حجم التبادل التجاري البريطاني الخليجي نحو 40 مليار جنيه إسترليني، وبذلك تكون دول الخليج سابع أكبر سوق تصدير للبضائع البريطانية على مستوى العالم.
ويوجد في بريطانيا آلاف الطلبة الخليجيين الذين يتابعون دراساتهم في جامعات المملكة المتحدة..كما يعيش معنا في الخليج أكثر من 175 ألف بريطاني يعملون في المجالات المختلفة داخل الدول الخليجية.
ولعل السبب غير المعلن لتوثيق العلاقة أكثر مع بريطانيا العظمى في مجال الأمن والدفاع، هو تراجع الثقة لدى العديد من دول الخليج في بعض سياسات الإدارة الأميركية الحالية.
فالرئيس الأميركي دونالد ترامب ألحَّ خلال حملته الانتخابية على الجانب المالي في العلاقات مع دول الخليج.. وبالغ مؤخراً أمام وسائل الإعلام في الحديث عن أهمية الدور الأميركي لصالح أمن الخليج ودوله.
تلك المبالغة في تكبير الدور الأميركي والتأكيد عليه، هي مما لا تقبله الحكومات والشعوب الخليجية..خصوصاً وأن الرئيس الأميركي بدأ يتحدث عن السياسات النفطية لدول الخليج وعلاقتها بمنظمة «الأوبك»..وهذا مما يضر بمصالح دول الخليج النفطية، لاسيما إذا انخفضت أسعار النفط.
من المفارقات الغريبة أن الولايات المتحدة زادت من إنتاجها من النفط الصخري..
حيث استغنت عن استيراد النفط من الخارج.
لذلك فإنه على دول الخليج أن تعزز علاقتها مع الدول الأوروبية الصديقة، وأن توحد سياستها في التنسيق مع الشريك الأميركي.