تسعى وزارة الداخلية بدولة الإمارات العربية المتحدة إلى البحث دائماً عما يعزز دورها في تحقيق هدفها الأسمى بتوفير الأمن والحفاظ على السلامة وفق أعلى المعايير المتاحة في هذا المجال، ولهذا فإن عزيمة الوزارة لا تكلّ في سبيل الحصول على كل جديد في عالم البحث الجنائي والتحريات الأمنية، فضلاً عن حرص الوزارة على أن يكون طاقمها البشري متسلحاً بكل ما من شأنه دعم خبراته وتطويرها بشكل يتلاءم مع مستوى تطور الجريمة وتنوعها وتشابكها في العالم.
ذلك ما يفسر المبادرات العديدة التي أطلقتها وزارة الداخلية خلال مسيرتها الماضية، فاستطاعت أن تنتقل بمستوى خدماتها من مرحلة إلى أخرى أكثر تطوراً، وفق أحدث التجارب المتبعة في العالم المتقدم، وهو ما انعكس بشكل إيجابي خلال السنوات القليلة الماضية على حياة كل من يعيش على أرض دولة الإمارات، حيث قلّ مستوى الجريمة بتطور أساليب مواجهتها، وتم إدخال أحدث التقنيات التي سهلت مهمة كل من يتعامل مع وزارة الداخلية.
وسيراً على المسار نفسه، أطلقت وزارة الداخلية بالتعاون مع شركة «فيسبوك» مؤخراً خاصية جديدة حملت اسم «نداء» التي تعتبر الأولى من نوعها في منطقة الخليج والشرق الأوسط، وذلك ضمن منظومة ذكية تستهدف تفعيل المسؤولية المجتمعية وتعزيز جهود وزارة الداخلية في سعيها لتحقيق الأمن والأمان للجميع.
وتتمثل الخاصية الجديدة في إطلاق نداء عبر خاصية الإشعارات على منصة «الفيسبوك» بعد أن يستلم مركز حماية الطفل بوزارة الداخلية بلاغاً من جهة الاختصاص عن فقدان طفل في منطقة معينة، ليرسل المركز نداءً عاجلاً لكل مستخدمي التطبيق في تلك المنطقة مع المعلومات الأساسية عن الطفل المفقود، كصورته وآخر الملابس التي يرتديها وبعض الصفات التي من الممكن أن يستدل بها عليه، في حين تتيح الخاصية إزالة التعميم فور العثور على الطفل، فضلاً عن إمكانية توسيع النداء ليشمل مناطق أوسع على مستوى الدولة.
وفي إطار سعيها لتحسين خدماتها، تخطط الوزارة في السياق نفسه لتطوير هذه الخاصية لتشمل نداءات ذكية أخرى تتعلق باختصاصات مختلفة، ضمن منظومة ذكية تستثمر من خلالها الوزارة كل التقنيات الصاعدة ووسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز جهودها في مختلف المجالات.
وتأتي خطوة وزارة الداخلية تلك في إطار سياسة عامة تعمل دولة الإمارات من خلالها على تعزيز منظومة الأمن بشكل عام، إذ قلما يمر يوم دون تحقيق الأجهزة الحكومية إنجازاً يضاف إلى قائمة النجاحات المتوالية لإدارات ووزارات الدولة، من ذلك مثلاً توقيع معالي عهود بنت خلفان الرومي وزيرة الدولة للسعادة وجودة الحياة، مدير عام مكتب رئاسة مجلس الوزراء، مذكرة تفاهم مع اللواء محمد خلفان الرميثي القائد العام لشرطة أبوظبي في مجال تبادل الخبرات والتجارب، وتعزيز التعاون لتطبيق نظام النجوم العالمي لتصنيف الخدمات في مراكز الخدمة التابعة لشرطة أبوظبي، بما يرفع كفاءة خدماتها ويسهل رحلة المتعاملين معها.
وقد جعلت هذه الخطوة من شرطة أبوظبي أول جهة محلية تطبق نظام النجوم العالمي لتصنيف الخدمات، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بهدف رفع كفاءة الخدمات الحكومية وإعادة صياغة مفهوم مبتكر وإطار متكامل لتقديم الخدمات الحكومية وبناء نموذج لحكومات المستقبل.
وتعكس هذه الخطوة حرص حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة على مشاركة تجارب الارتقاء بجودة الخدمات وآليات عملها المبتكرة، وإتاحتها للتطبيق في الجهات الحكومية المحلية حتى يحصل كل متعامل على أفضل وأرقى خدمة بسهولة ويسر، ويحظى بتجربة إيجابية ورحلة مريحة، وهو ما يستجيب في النهاية لرغبة قيادة دولة الإمارات في خدمة الوطن والمواطن.
*عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاسترتتيجية.