تعد دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً يحتذى به في ترسيخ ثقافة وسلوكيات التسامح والتعايش بين الثقافات والحضارات وأتباع الديانات المختلفة، قوامها في ذلك الاحترام المتبادل وقبول الآخر وإشاعة روح المحبة والسلام، منطلقة في رؤيتها تلك من أن الشعوب والأمم متساوية ولا فرق بينها، مهما اختلفت في اللغة والعرق والدين، وعبر تأكيدها تحقيق مستقبل مشرق للأجيال، ينعم فيه الجميع بالأمن والسلام والاستقرار، انطلاقاً من رؤية أسس لها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وواصل على نهجها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
ويأتي إعلان دولة الفاتيكان، حول الزيارة المرتقبة للبابا فرانسيس، بابا الفاتيكان إلى دولة الإمارات العربية المتحدة من 3 إلى 5 فبراير المقبل، تلبية لدعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، للمشاركة في حوار عالمي بين الأديان، حول «الأخوة الإنسانية»، خير دليل وأنصع شاهد على المكانة التي تحظى بها دولة الإمارات في مجالات الحوار بين الأديان وروح الإنسانية السمحة التي تتحلى بها على تلك الصعد، حيث تعدّ هذه الزيارة التاريخية الأولى للبابا إلى منطقة الخليج العربي، لأن دولة الإمارات حريصة على نشر قيم التسامح والتعايش والسلام، وتعزيز أسس الأمن والاستقرار بين شعوب المنطقة والعالم.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على صفحته في «تويتر»: «نرحب بزيارة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان لدولة الإمارات في فبراير القادم.. زيارة نأمل من خلالها تعميق الاحترام المتبادل وترسيخ الحوار بين الأديان والعمل من أجل تعزيز السلم والسلام والأخوة بين جميع البشر». كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله: «يسعدنا في دولة الإمارات الترحيب بزيارة قداسة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان الذي يعد رمزاً عالمياً من رموز السلام والتسامح وتعزيز روابط الأخوة الإنسانية»، مضيفاً سموه: «نتطلع إلى زيارة تاريخية، ننشد عبرها تعظيم فرص الحوار والتعايش السلمي بين الشعوب.. ازدهار السلام غاية تتحقق بالتآلف وتقبل الآخر». وعبّر سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، عن أهمية هذه الزيارة التاريخية في ترسيخ روابط الصداقة والتعاون التي تميزت بها علاقة الإمارات بالفاتيكان، بما فيه خير الإنسانية وخدمة السلام العالمي، ودفع عجلة الحوار بين الأديان، ما يوفر أرضية صلبة لتعزيز الأخوة الإنسانية.
وفي السياق ذاته، ونظراً لأهمية انعقاد «المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية»، جاء توجيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، دعوة رسمية إلى فضيلة الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، لحضور المؤتمر، حملها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، أثناء زيارته قبل يومين لمقر مشيخة الأزهر في القاهرة، لتأكيد نهج دولة الإمارات الراسخ في تعزيز قيم السلام والمحبة، وتقديراً لجهود شيخ الأزهر في نشر ثقافة التعايش والاعتدال، والتصدي لدعاة الإرهاب والتطرف.
لقد وضعت دولة الإمارات على عاتقها همّ تعزيز الأمن والاستقرار للبشرية جمعاء، محاوِلةً بكل ما أوتيت من قوة وإمكانيات التأسيس لعلاقات نوعية لنشر قيم السلم والتعايش، ومحاربة التطرف والكراهية، وتعزيز الحوار بين أتباع الديانات والثقافات، لتجاوز كل العقبات التي تقف عائقاً أمام تقدم البشرية وازدهارها، مؤمنةً بأن احتياج العالم إلى السلام والحوار بات أكثر ضرورة الآن من أي وقت مضى، لتشير زيارة البابا فرانسيس المرتقبة، إلى أن دولة الإمارات باتت منارة مضيئة للرحمة والسلام وتخليص البشرية من كل قوى الظلام والهدم، وترسيخ قيم الفضيلة في المجتمع البشري.
إن زيارة البابا فرانسيس لدولة الإمارات تأتي كخطوة عظيمة، سبقتها علاقة وثيقة بين الدولتين، توجت في عام 2007 بتدشين العلاقات الدبلوماسية بينهما، حيث أشاد الفاتيكان وقتها بالحرية الدينية التي تنعم بها دولة الإمارات. كما جاءت زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، إلى الفاتيكان خلال عام 2016، تأكيداً لسياسة الدولة، التي عمادها تأصيل القيم الإنسانية المشتركة التي تجمعها للتعايش في سلام ووئام، وتجسيداً لتعزيز ثقافة الحوار بين الشعوب.
عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية