تزداد دولة الإمارات العربية المتحدة، عاماً بعد عام، تألقاً وريادة وتميزاً، صانعةً مجدها عبر تاريخ من الزمن لا يعدّ كبيراً في عمر الدول، إنما يعدّ عميقاً في حجم المنجزات والنجاحات، ليطل علينا اليوم الوطني الـ47 لدولة الإمارات، حاملاً معه كل معاني الفخر والعزة والعظَمة، مثبتة أنها القادرة على تحقيق المنجزات في أكثر المؤشرات الدولية، تنافسية واستحقاقاً.
ويهلّ اليوم الوطني الـ47، مؤكداً للعالم النفوذ الذي وصلت إليه دولة الإمارات العربية المتحدة، وخاصة أنها جاءت ضمن قائمة الدول العشر الأقوى نفوذاً اقتصادياً وسياسياً لعام 2018، وفقاً لآخر تصنيف لأقوى دول العالم، تعده وتنشره سنوياً مؤسسة «يو. إس. نيوز ورلد ريبورت» الأميركية، استناداً إلى معايير تتضمن مدى الاستقرار الداخلي والخصوصيات الاقتصادية والعسكرية والسياسية والعلمية، والتحالفات العابرة للحدود، والمشاركة الدولية في الجوانب الإنسانية، والرسائل التي تبثها هذه الدول، ثقافياً واجتماعياً، وتطبّقها بأصالة وموثوقية.
إن تصنيفاً كهذا، يؤكد ريادة دولة الإمارات كمركز مالي واقتصادي، وذات ثقل سياسي على الصعيدين الإقليمي والدولي، كما يعكس المكانة المتميزة والإنجازات اللافتة للنظر التي حققتها اقتصادياً وسياسياً وإنسانياً، وذلك بفضل الرؤية التي أسست لها القيادة الرشيدة في دولة الإمارات، والتي سارت في نهجها على طموحات الأب المؤسس، المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في جعل دولة الإمارات النموذج الذي يحتذى به في المواقف السياسية والإنسانية الرشيدة والمتوازنة، تجاه القضايا التي تشغل الإنسانية جمعاء.
كما أن تَصدّر دولة الإمارات أقوى الجنسيات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بحسب مؤشر «هينلي وشركاؤه» لجودة الجنسية، الذي صدر في يونيو 2018، وارتقاء جواز السفر الإماراتي إلى المركز الثالث عالمياً، بحسب آخر تحديث في المؤشر العالمي «باسبورت إندكس»، التابع لشركة أرتون كابيتال للاستشارات المالية العالمية، في شهر نوفمبر الماضي، بدخوله 163 دولة في العالم من دون تأشيرة مسبقة، يضاف إلى سجلّ الدولة المشرق، حيث يواصل الجواز الإماراتي بذلك صعوده المتميز في السباق نحو القمة، ويؤكد مقدار ثقة دول العالم بدولة الإمارات وحضورها الدولي المؤثر، والمستوى الذي وصلت إليه من التطور والأمن والسلام والاستقرار والرفاه والتنمية والازدهار.
ولعل الاهتمام الذي توليه دولة الإمارات لإعلاء القيم الإنسانية وروح التعاون والتعاضد والتكافل، وإغاثة المحتاجين في كل مكان، وتأكيدها نهجها القائم على التسامح والتعايش ونشر الأمن والسلام، يؤكد مكانتها الرائدة في قلوب شعوب العالم، ونفوس وعقول الطامحين والحالمين للعيش والعمل والإقامة في دولة الإمارات، وهي التي تنظر إلى الجميع بسواسية ومساواة، معززة صورتها المضيئة والإيجابية في ترسيخ ثقافة الانفتاح والاعتدال، وإعطاء المواطنين والمقيمين فيها الأمل والثقة بقدرتهم على تحقيق آمالهم، وهي التي تنظر إلى الإنسان بوصفه ثروة الوطن، ومستقبله المبتغى.
لقد أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة، وعبر سلسلة من الإنجازات خلال مسيرتها الحضارية، إبداعها في العديد من الأنشطة والقطاعات، ومواكبتها التطورات التكنولوجية والمعرفية، التي تتلاءم مع مقتضيات ومتطلبات الثورة الصناعية الرابعة، وتقنيات الذكاء الاصطناعي، وحققت دولة الإمارات مراتب متصدرة عربياً، ومتقدمة عالمياً في القطاعات الحيوية، يؤكده حصولها على المركز التاسع عالمياً كأفضل أداء اقتصادي على مستوى العالم لعام 2018، في آخر تصنيف لمؤشر أداء الاقتصادات العالمية (IAREM) الصادر عن صحيفة الـ «إندبندنت» الأسترالية، الذي يتألف من مكونات رئيسية ثمانية، هي: دخل الفرد، ونمو معدلات الناتج المحلي الإجمالي، ومتوسط الثروات، والوظائف، ومعدلات التضخم، والضرائب، وصافي الدين الحكومي، والحرية الاقتصادية، استناداً إلى مجموعة تقارير دولية، مثل: مؤشر الحرية الاقتصادية، وتقرير حرية ممارسة الأعمال الصادر عن البنك الدولي، وعدد من المؤسسات البحثية العالمية، وتقارير كثيرة عدة تؤكد نجاح سياساتها الاقتصادية القائمة على تعزيز الإنفاق الحكومي في القطاعات الخَدَمية، وتركيزها على مبادئ التنوع والمرونة والابتكار، سعياً إلى الارتقاء بالاقتصاد الوطني وتعزيز نموه وتنميته.

 *عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.