أصدر مركز «بيو» للأبحاث دراسة جديدة تؤكد أن تعطيل الدخول غير الشرعي للمهاجرين إلى الولايات المتحدة حدث في عهد إدارتي بوش الابن وأوباما، آنذاك لم يتم اللجوء إلى فصل الأطفال عن آبائهم، «كما تراجع عدد المهاجرين غير المصرح لهم في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوياته في أكثر من عقد من الزمان، استناداً على البيانات الحكومية لعام 2016. ويرجع هذا الانخفاض إلى التراجع الحاد في عدد المكسيكيين الذين يدخلون البلاد دون تصريح.. والعدد الإجمالي هو الأقل منذ عام 2004. وهو مرتبط بانخفاض بواقع 1.5 مليون شخص في عدد المهاجرين المكسيكيين غير المصرح لهم خلال الفترة من 2007 -2016».
ولا تزال الهجرة غير الشرعية من أميركا الوسطى معضلة حيث كانت تلك المنطقة هي الوحيدة المسؤولة عن المزيد من المهاجرين غير المصرح لهم في الولايات المتحدة، لكن العدد الإجمالي للمهاجرين غير الشرعيين الذين يعيشون في الولايات المتحدة لم يصل إلى هذا المعدل المنخفض منذ 14 سنة.
وكان أكثر من قام بعمليات ترحيل هو أوباما. «فقد ارتفعت عمليات الترحيل أثناء إدارتي بوش الابن وأوباما من 211,000 مهاجر في 2003 إلى رقم قياسي بلغ 433,000 خلال عام 2013، وفقا لإحصاءات وزارة الأمن الداخلي». ويتألف تكوين السكان من المهاجرين غير الشرعيين بشكل متزايد من السكان المقيمين لفترة طويلة (أي الأشخاص المرتبطين بالقوى العاملة ومجتمعاتهم) وهؤلاء الذين لديهم أطفال من المواطنين الأميركيين المولودين في الولايات المتحدة. «وعدد السكان المهاجرين غير المصرح لهم اليوم يشمل حصة أقل من الوافدين الجدد، لا سيما من المكسيك، مقارنة بما كان عليه الحال قبل عقد من الزمان»، وفقا لمركز «بيو»: «من المرجح أن يكون عدد المهاجرين غير الشرعيين، بشكل متزايد، من المقيمين في الولايات المتحدة على المدى الطويل».
المتعصبون المناهضون للهجرة يرون أنه مع تطبيق قوانين الهجرة، فإن أعداد المهاجرين غير الشرعيين يمكن أن تتراجع بشكل كبير، ولا يتبقى سوى هؤلاء الذين هم بالفعل جزء من المجتمع الأميركي والقوة العاملة الأميركية. حسنا، إنهم محقون –ونحن في هذه المرحلة الآن! بالطبع، بدلا من الاعتراف بأننا أحرزنا تقدما هائلا في السيطرة على الهجرة غير الشرعية والمضي قدما في التفكير في كيفية إضفاء الشرعية على هؤلاء الذين تربطهم علاقات جوهرية بالولايات المتحدة، فإن الحشود المناهضة للهجرة ترسم صورة مؤلمة، وتخترع موجة من الجرائم التي يعتبرون المهاجرين مسؤولين عنها.
*كاتبة أميركية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»