لا يمكن بأي حال أن نعطي الشهداء كامل حقهم في التقدير والامتنان حتى وإنْ نسجنا القصائد لهم بخيوط من ذهب، وإنْ كتبنا كل الدواوين عنهم، وإنْ قلنا إن لا أحد يشبههم، ولا أحد يمكنه أن يصفهم أو يكيل الثناء لهم.
هم الذين كرّموا الوطن، وهم من أعطى أرواحهم وضحوا بها ليعلوا اسم الوطن، وكيف ليوم واحد أن نقول فيه كل ما في صدورنا تجاههم، كيف يمكن أن نعلن أن قلوبنا الملأى بالامتنان لهم قد لا تعطيهم حقهم في المديح والعرفان بتضحياتهم.
هم الأبناء البررة الذين سبقونا لجنان عالية قطوفها دنت لهم.
طوبى.. المجد لهم.
اسم الوطن لهم، هؤلاء الذين قالوا مالا يمكن أن تقوله ودماءهم كانت هي القول الأخير والأكيد الذي لا عزاء لها إلا حب الإمارات، ما أبشع الحرب، وما أفدح الأثمان لكن عندهم كان الثمن بخساً، ضئيلاً أمام اسم الوطن وحكمته وعطائه الكبير.
هم الخالدون، هم الذين أرادوا لنا الحياة، ولهم الخلود، هم الذين ينعمون الآن بكل المجد، الذي نحتفي به، فهم جديرون به.
هم الآن في رحمة الله ونعيم جناته، ونحن اليوم نتذكر عطاءهم وتضحياتهم العظيمة من أجل الوطن، ومن أجل إعلاء كلمة الحق.
فهم الأولى دائماً بالتذكر وبالدعاء، وبأن تُنقش أسماؤهم في ذاكرة الأجيال مهما كان الظرف صعباً أو قاسياً.
لهم كل المجد.. كل الألق.. فتضحياتهم ترسم طريق العزة والانتصار.