الثلاثاء الماضي كان يوماً سيئاً للبيت الأبيض للرئيس وشبكة «فوكس نيوز» وعشاق الرئيس دونالد ترامب. ولننظر لكل ما حدث. فقد أعلن ترامب أنه قد يلغي حق الحصول على الجنسية بالميلاد في البلاد من خلال أمر تنفيذي لكن «الجمهوري» بول راين رئيس مجلس النواب رد بالقول «لا يمكن إلغاء حق الحصول على الجنسية بالميلاد بأمر تنفيذي».
ثم أصر ترامب على الذهاب إلى بيتسبيرج لكن زعماء الأقلية والأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ ورئيس بلدية بيتسبيرج وحاكم ولاية بنسلفانيا رفضوا الحضور لأن المدينة تشهد مراسم جنائزية لأحد عشر يهوديا أُزهقت أرواحهم. ومع حاجة ترامب الماسة إلى صحبة، وجد الرئيس السفير الإسرائيلي «رون ديرمر» ليذهب معه. وردد عدد كبير من المحتجين في المدينة أناشيد ورفعوا الصلوات واعترضوا على زيارة ترامب ورفضت أسر الضحايا مقابلته.
وفي يوم سيئ الطالع بالفعل للخائفين من الأجانب من الجناح اليميني، جاء في تقرير لواشنطن بوست «أدان رئيس ذراع الحملة الجمهورية في مجلس النواب يوم الثلاثاء تعليقات النائب الجمهوري ستيف كينج في الآونة الأخيرة بشأن قومية البيض، ليصبح أبرز زعيم من الحزب الجمهوري ينتقد بشدة النائب حتى الآن». وذكرت «واشنطن بوست» أيضاً أن «شركة لاند أولاكيس سحبت دعمها لمشرع محافظ بعد أن أشعلت التبرعات السياسية لشركة منتجات الألبان دعوات على الإنترنت لمقاطعة منتجاتها». ومن المؤكد فيما يبدو أن بعض الدعم لكينج يتلاشى بعد أن أشار استطلاع جديد للرأي إلى تقارب شديد بينه وبين خصمه الديمقراطي.
فهل هذا عرض هزلي أم أنه دليل على أن القوميين الخطيرين جن جنونهم؟ هناك احتمالان. فربما لا يكون هؤلاء الأشخاص أشراراً أذكياء بل مهرجين، يمكن فضحهم والسخرية منهم وإلحاق الهزيمة بهم. والاحتمال الثاني هو أن متطرفي الجناح اليميني يبدون عادة كمهرجين ظاهريا لكن تهريجهم وما يثيرونه من إعجاب جماهيري يجب ألا يعتبر دليلاً على أنهم لا يستطيعون الإضرار بشدة بالديمقراطية. وليس على المرء أن يعود إلى تاريخ أوروبا في ثلاثينيات القرن الماضي ليرى تأثير هؤلاء بل كل ما عليه أن ينظر إلى البرازيل وبولندا والمجر وإيطاليا وتركيا. فمن الممكن أن نضحك ونتسلى بتهريج القوميين اليمينيين لكن علينا أن نتحمل مسؤولية هذا.
ومن المؤكد أنهم لا يستطيعون حقاً الدخول في جدل عقلاني لكن هذا جزء من مسعاهم وهدفهم هو تعطيل الحكومة والتقليل من شأنها وإرباك ومحو الحقيقة وإغراء الناس ببساطة كي يؤمنوا بزعيم مذهل. ولا شيء مسل بالمرة في هذا.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»