يشعر علماء بارزون بالقلق من الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي (بريكسيت). ويخشى باحثون في بريطانيا من أن يؤدي القطع الصارم للعلاقات مع الاتحاد الأوروبي أو الفشل في التوصل إلى صفقة إلى خروج جماعي لمتخصصين رفيعي المهارات، وإلى تقليص التمويل، وعرقلة التعاون. والمخاوف تتجاوز المملكة المتحدة مع تحذير العلماء من أن بريكسيت قد يضر بأوروبا بعد عقود من المكاسب حققتها حرية تدفق الأفكار والأشخاص عبر الحدود. وأشار مسح لأكثر من 1000 عضو في معهد «فرانسيس كريك»، وهو أكبر معمل بحثي للطب الحيوي في المملكة المتحدة، إلى أن 97% من العلماء يرون أن «بريكسيت قاسياً» سيكون له تأثير سلبي على العلم في المملكة المتحدة.
ويرى «بول نيرس» مدير المعهد أن المثير للانتباه بشدة هو التوجه السلبي لدى العلماء بشأن بريكسيت وكل شيء يتعلق به. وأضاف أن العلماء «ليس سعداء بالمرة بالطريقة التي مضت بها المفاوضات وبشأن الجدية التي تم التعامل بها مع العلم الذي نعلم أنه في نهاية المطاف محرك مهم للاقتصاد والصحة وجودة الحياة». وكتب أكثر من عشرين عالماً حائزين جائزة نوبل عبر أوروبا، من بينهم نيرس نفسه، رسالة إلى رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر طالبوا فيها بأكبر قدر من التعاون بعد بريكسيت بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي للحفاظ على تقدم البحث العلمي. وجاء في رسالة العلماء أن التعاون حيوي لمسعى العلماء في معالجة الأمراض وتوليد الطاقة النظيفة وتطوير تكنولوجيات جديدة.
ويرى فينكي راماكريشنان الذي انتقل إلى بريطانيا قادماً من الولايات المتحدة عام 1999، وفاز بجائزة نوبل في الكيمياء بعد ذلك بعقد من الزمن أن بريطانيا وأوروبا استفادتا كثيراً من تبادل الأفكار وانتقال الأشخاص والموارد المختلفة. ويؤكد «راماكرايشنان» أن هناك تعافياً وازدهاراً في العلم في أوروبا بعد أن كان متخلفاً عن نظيره في الولايات المتحدة نتيجة الحربين العالميتين في القرن العشرين. وذكر «راماكريشنان» في مقابلة «لا أريد ضياع هذا. هذا معرض للخطر إذا انفصلت دولة علمية بارزة مثل المملكة المتحدة عن بقية العلم الأوروبي. اعتقد أن هذا سيكون أسوأ لنا، لكنه سيئ أيضاً لأوروبا».
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»