بعد تجربة انتخابات 2016، هل تعلَّم الصحفيون والخبراء السياسيون عدم السماح للحكمة التقليدية بأن تحل محل المعرفة القوية؟ إن «نيت سيلفر»، الشخصية الشهيرة في مجال الصحافة الإحصائية، ليس متفائلاً كثيراً بشأن ذلك؟ فقد قال سيلفر بعد ظهر يوم الاثنين الماضي: «إن فهم وسائل الإعلام بشأن الاحتمالات، وهامش الخطأ وعدم اليقين ضعيف للغاية». واستطرد، استناداً إلى أرقام استطلاعات الرأي الدقيقة والمتاحة: «وقد أدى هذا بهم إلى أن يصابوا بدهشة أكبر مما كان ينبغي». الآن، ولم يعد أمامنا سوى ثلاثة أسابيع على إجراء انتخابات التجديد النصفي، يرى «سيلفر» بعضاً من نفس الاتجاهات في التغطية الإعلامية والثرثرة على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي أضرت بتغطية انتخابات 2016. فلنأخذ على سبيل المثال، تحدي مجلس «الشيوخ» للعضو «الجمهوري» الحالي بولاية تكساس «تيد كروز» أمام «بيتو أورورك». فعندما أظهرت استطلاعات الرأي أن احتمالات هزيمة «أورورك» لكروز بلغت 35%، اعتبرت الثرثرة الإعلامية ذلك أقرب إلى التخمين. الآن وقد انخفضت هذه الاحتمالات إلى نحو 25%، فإن الرواية السائدة قللت من وضع «أوروك» ليصبح في موقف حرج. وهذا يقودنا إلى قلقه بشأن التغطية خلال الأسابيع القليلة القادمة، لا سيما في الأيام التي تسبق 6 نوفمبر. فقد قال لي: «أشعر بالتوتر بشأن الناس الذين يبالغون في الأمور». فعلى سبيل المثال، «لا مفر» من فوز «الديمقراطيين» بالسيطرة على مجلس النواب أو استحالة خسارة «الجمهوريين» في مجلس الشيوخ.
وأضاف: «القول بأن الأمر كله لا مفر منه يجب أن يشير إلى أن هذا سيحدث بنسبة 98% وليس 80%»، وهذا هو الواقع في الوقت الراهن. وفي حين أن الأمر محتمل جداً – وأصبح أكثر ترجيحاً –أننا سنرى انقساماً في القرار في الكونجرس، هناك فرصة قوية ألا تسير الأمور على هذا النحو. وفي الواقع، هناك فرصة بنسبة 40% في أن ينتهي الحال بغرفتي الكونجرس بأن تصبحا تحت سيطرة حزب واحد. هذا لأنه في كل حالة هناك نحو فرصة واحدة من كل خمس لحدوث النتيجة الأقل احتمالاً: أن يحتفظ «الجمهوريون» بمجلس النواب أو أن يفوز «الديمقراطيون» بمجلس «الشيوخ». ولا يتظاهر «سيلفر» نفسه بالكمال، فهو لديه نجاحاته وإخفاقاته فيما يتعلق بالتنبؤ بنتائج الانتخابات، بما في ذلك انتخابات 2016.
إن انتخابات التجديد النصفي تقدم تحديات تنبؤية خاصة بها: فهناك بيانات أقل بكثير، والقليل من استطلاعات الرأي المتاحة للتحليل في الولايات والمناطق، مقارنة بتلك التي تتعلق بالانتخابات الوطنية. لذلك، بينما يعتقد الكثير من الناس أنهم يعرفون ما سيحدث تماماً، لا يزال هناك قدر كبير من عدم اليقين بالنظر إلى الأرقام.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»