يحاول الحزب الجمهوري إعادة رسم الواقع، فزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ السيناتور الجمهوري «ميتش ماكونيل»، يقول: «إن الأعضاء الجمهوريين في المجلس تعرضوا لهجوم وضغوط أثناء معركة تعيين مرشح الرئيس ترامب لشغل مقعد قاض في المحكمة العليا». والواقع أنهم لم يتعرضوا لهجوم، وإنما «كريستين بليزي فورد» هي من تعرضت لهجوم من قبل القاضي المعين حديثاً «بريت كافانو».
وادعى الجمهوريون أن النساء اللائي ينشرن قصصهن، ويتظاهرن هن عميلات مستأجرات. ومثل هذا الادعاء يذكرنا بتلك المحاولات أثناء عصر الحقوق المدنية لوصم المتظاهرين العاديين بأنهم محرضون من الخارج. وهكذا أصبحت النساء اللائي يمارسن حقوقهن الدستورية «مجرمات»، والضحايا «بيادق في مؤامرة يحيكها اليسار»، أما رواياتهن فهي «أخبار كاذبة».
لكن السيناتور الديمقراطية «هايدي هايتكامب»، قدمت درساً في كيفية مواجهة تلك المحاولات، عندما أصرّ خصمها الجمهوري النائب «كيفن كرامر»، والمعروف بتصريحاته المحرّضة، على أن حركة «أنا أيضاً» (مي تو) تحولت إلى «صناعة الضحية»، لكن العكس صحيح تماماً، فالحركة تشجع الضحايا الحقيقيين على المضي قدماً وإخضاع المنتهكين والمهاجمين للمحاسبة. وقالت «هايتكامب»، المدعي العام السابق في ولاية «نورث داكوتا»: «إن الجزء الأفضل في حياتي المهنية كان العمل مع الضحايا»، مضيفة: «أعتقد أنه من الرائع أن زوجته لم تتعرض أبداً لتلك التجربة، ومن الرائع أيضاً أن والدته لم تتعرض كذلك لأي اعتداء، لكن والدتي تعرضت، وهو أمر أثر على حياتها بأسرها، لكنه لم يجعلها أقل قوة».
وبينما اغرورقت عيناها بالدموع، حملقت «هايتكامب» في وجه المراسل الصحافي، وقالت: «أود أن تذكر ذلك في مقالتك، إن والدتي لم تصبح أقل قوة لأنها كانت ضحية، وإنما جعلها ذلك أقوى».
ويحبّذ الجمهوريون لعب دور الضحية هذه الأيام في إطار مغازلتهم للبيض والأميركيين الذين لم يحصلوا على تعليم جامعي ممن يشعرون بأن شيئاً ما أُخذ منهم. وبذلك يجد الجمهوريون من المفيد إهانة المرأة وتجاهل وتشويه الضحايا الحقيقيين.

يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»