ليس من شك أن تربية الأبناء هي أولوية كل الآباء الذين يؤثرون "العيال" على كل شيء آخر، لذلك حين سألتني إحدى خبيرات التعليم عما هي الدورة التدريبية التي يجب أن تُعطى لأولياء الأمور حتى تزيد من جودة متابعتهم لأبنائهم في المدارس، تبادر إلى ذهني حقيقة أنه لابد أولاً أن يدرك الوالدان معنى التربية وأهميتها الماسة. فقد خرجت لنا منذ عقدين من الزمن تقريباً فئة تربت على يد خدم المنازل، وتجمعهم سمة لامبالاة واضحة سواء في الحرص على التعليم أو في الإحساس بالمسؤولية على المستوى الاجتماعي، وهؤلاء هم اليوم آباء وأمهات لجيل جيد يشبه كثيراً جيل أهلهم .
فكثير من الأهل اليوم في حاجة حقيقية إلى فهم معنى الطفولة ومتطلباتها، وأهمية أن يكون الوالدان في حالة نفسية سوية وجيدة حتى يستطيعوا التعامل مع أطفالهم بحب وحنان وتوازن.
فالعنف أو الإهمال هما السمتان الأخطر التي تُلاحظ انعكاساتها على سلوكيات الأطفال. فالبيئة الملآى بالصراخ أو العنف أو الإهمال تُخرّج لنا أطفالاً مصابين بالتوتر والقلق والحزن، ومهما كانت المدرسة قادرة على إسعادهم، يظل البيت هو الرافد الأساسي في نجاح الطفل وتحصيله الإيجابي الدراسي.
وأهم ما يمكن أن يركز عليه ولي الأمر هو ثقته بنفسه وتصالحه مع ذاته أولاً وتعزيز حقيقة أنه أب وصاحب مسؤولية هي الأخطر وهي تربية طفل سيكون رجلاً غداً عليه أن يتكامل مع معطيات واقعه.
فالوالدان لديهما مسؤولية تتطلب استيعاب ما يجب أن يكون والنظر للأطفال على أنهم مستقبل لابد من الاهتمام بتأسيسه والعناية به. فلا الإنفاق أو المدارس الجيدة كافية للأطفال لابد من أن يكون هناك تقدير لحاجاته الأساسية في أسرته، ولأهمية التعامل معه بحرص، لأن هذا سينعكس على شخصيته مستقبلاً .
التربية أسس ونظريات معينة لتنشئة إيجابية إلى أبعد حد، لذلك كان لابد من دورات تثقيفية لأولياء الأمور عن كيف يتم التعامل والاهتمام بالأبناء في مختلف مراحل أعمارهم.
فالشكوى اليوم من العقوق أو من تعاطي المخدرات ، أو الانحراف هي نتيجة حتمية– إلا في ما ندر جداً- لسوء اهتمام وإهمال وعنف منزلي، نتج عنه شخص فاشل يبحث عن بدائل تعوض نقصه بالإهمال.
مسؤولية الوالدين عن الأبناء عبء صعب وليس أمراًسهلاً أن تكون والداً صالحاً، لذلك كان لابد أن نبحث كيف يمكن أن نكون آباء جديرين بهذه المهمة.
*كاتبة إماراتية