تحتفل المملكة العربية السعودية اليوم بالذكرى الـ88 لليوم الوطني السعودي الذي يصادف 23 سبتمبر من كل عام. وهي مناسبة لها دلالات مهمة على مستوى الخليج والمنطقة العربية والعالم الإسلامي، نظراً لحجم ومكانة المملكة في الخريطة العالمية، ودورها الحيوي الدائم والريادي في قيادة العالم الإسلامي واحتضان البقاع المقدسة ورعاية وخدمة الحجيج، والقيام بأداء خدمات جليلة واستثنائية تحسب للمملكة وقيادتها الحكيمة، ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
وبهذه المناسبة التي نعتز بها ونشارك أشقاءنا في الاحتفال بها في دولة الإمارات العربية المتحدة، نجدد الولاء لقيادتنا، ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله. ونعتز بالتلاحم الذي يربط بين القيادتين والشعبين في الإمارات والسعودية. وما يجمعنا ويعزز تلاحمنا لا يقتصر فقط على علاقات الجوار والامتداد الاجتماعي والثقافي الذي يميز البيئة الخليجية الواحدة، فهناك أيضاً المصير المشترك والأهداف الاستراتيجية الموحدة والتحديات المستقبلية التي تضاف إلى عوامل التقارب وتعزز الأبعاد الاجتماعية والعاطفية بعناصر جيوسياسية لا تقل أهمية عن معطيات الأخوّة الراسخة.
لذلك نرى أن اليوم الوطني للمملكة يتجاوز كونه حدثاً سعودياً محلياً، ليمتلك أبعاداً تتناسب مع مكانة السعودية، ومع دورها الذي يتعاظم ويتسع بحجم مسؤولياتها، ليشمل قيادة الأمة وحماية أمنها القومي من الدخلاء والمتطفلين والمخربين، ومن العملاء الذين يرهنون أنفسهم لقوى تركز على بث الفرقة والانقسام والطائفية المنبوذة.
ومما يجعل المملكة رائدة حماية الأمن العربي من الاختراق، أنها قامت على أسس توحيد القوى ولم الشتات وبناء وطن مقتدر، وذلك ما أنجزه المؤسس الراحل المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود. وانطلاقاً من المسعى النبيل الذي قامت عليه المملكة واستندت إليه أركانها، فإن العلاقات بين الإمارات والسعودية تستند كذلك إلى تراث وإنجاز القادة المؤسسين الذين كان لهم الفضل في بناء حاضرنا المزدهر. وبالمثل فقد سعى مؤسس اتحاد الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إلى تحقيق الغاية ذاتها، ممثلة بالاتحاد وبناء دولة التنمية والنهضة والاستقرار. ولا تزال المملكة تقوم بدورها الريادي الملهم منذ قيامها، مما يجعل الاحتفال بالذكرى الـ88 لليوم الوطني السعودي احتفالاً بالإنجاز والتميز والقيادة الرائدة التي نجحت في تحويل المملكة إلى دولة قيادية في المنطقة والعالم.
ويأتي احتفال المملكة بيومها الوطني هذا العام في ظل تحولات وإنجازات محلية سعودية مبشرة بمستقبل زاهر يهدف إلى التحديث والتطوير والنهوض المتجدد، واستندت تلك التحولات إلى مبدأ كسر الحواجز القديمة، وتمكنت من إنجاز إصلاحات واتخاذ قرارات جريئة، بالتناغم مع صعود قيادة شابة إلى موقع ولاية العهد، الذي تسلمه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان.
وفي سياق آخر تشهد العلاقات الإماراتية السعودية باستمرار المزيد من التطور والتنسيق، بما يتوازى مع حجم الشراكة على المستويات الاقتصادية والأمنية. وبقيادة السعودية لتحالف دعم الشرعية في اليمن، تواصل الإمارات القيام بدورها الميداني على الصعيدين العسكري والإغاثي، كما تتطلع مع المملكة إلى أن تنجح الجهود الأممية في إيجاد فرصة للحل السياسي والتسوية بما يكفل عودة الاستقرار والسلام في اليمن من خلال دعم الحكومة الشرعية.
لقد اعتدنا في الإمارات على الاحتفال كل عام باليوم الوطني السعودي ومشاركة الأشقاء في المملكة الابتهاج بهذا اليوم التاريخي، وذلك لترجمة وتعزيز التلاحم بين القيادتين والشعبين. ولابد من التأكيد على أن ما تحقق في المملكة من نهوض شامل وبنيان شامخ يبعث على الفخر والاعتزاز. فلم تكن الثروة بمفردها هي التي صنعت التحولات ورسمت ملامح التطور في المملكة، بل إن الرؤية والإصرار والنهج الذي يهدف إلى تحقيق الرفاهية للمجتمع من العلامات الأكثر بروزاً وتأثيراً. وهنا يكمن سر النهوض وتتجلى عبقرية القيادة التي يلتف حولها شعبها.
وختاماً، تكتسي احتفالاتنا في الإمارات باليوم الوطني للمملكة بطابعين رسمي وشعبي، من خلال الجهات والمؤسسات المنظمة للأنشطة الاحتفالية. وكما يحدث في كل عام، فإن المواطن والمقيم والشقيق السعودي الزائر للإمارات سوف يلمسون مدى عمق العلاقات الإماراتية السعودية، من خلال مضامين وأشكال وزخم الاحتفالات باليوم الوطني للمملكة، الاحتفالات التي تعم أبرز الواجهات السياحية والتجارية في الإمارات. وكل عام والمملكة قيادة وشعباً بخير.