فيما يؤكد تواصل جهود دولة الإمارات لتطوير قطاع الإعلام والنهوض به باعتباره شريكاً أساسياً في عملية التنمية المستدامة التي تشهدها الدولة في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، عُقدت يوم الاثنين الماضي الدورة التاسعة لمنتدى الإعلام الإماراتي التي نظمها «نادي دبي للصحافة» تحت رعاية سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي رئيس مجلس دبي للإعلام، بحضور معالي الشيخ عبد الله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام واستضافت معالي عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد.

ويحظى هذا المنتدى باهتمام كبير منذ انعقاد دروته الأولى لأسباب عدة، أولها كثافة الحضور والمشاركة في فعالياته من جانب قيادات المؤسسات الإعلامية الوطنية ورؤساء تحرير الصحف المحلية وكبار الكُتّاب وصناع الرأي والمعنيين بالقطاع الإعلامي في الدولة.

وثانيها، مواكبة دورات المنتدى المختلفة لمسيرة التنمية الداخلية وللأحداث وأهم التحولات المحيطة سواء في المنطقة أو العالم، ومناقشته العديد من القضايا الحيوية خلال هذه الدورات. والسبب الثالث هو توفير المنتدى منصة جامعة للقائمين على قطاع الإعلام المحلي، لإجراء حوار جاد بشأن سبل تطوير هذا القطاع في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم في المرحلة الحالية.

وقد توفرت للدورة التاسعة لمنتدى الإعلام الإماراتي جملة من الأسباب التي جعلت منها دورة متميزة في مسيرة المنتدى، أبرزها تركيزه على علاقة الإعلام بالاقتصاد، وهذه قضية حيوية للغاية في ظل التغيرات الكبيرة التي يشهدها الاقتصاد العالمي، وكذلك في ظل التطور الاقتصادي السريع الذي تشهده دولة الإمارات وتحقيق المزيد من الإنجازات وترسيخ عملية التنويع الاقتصادي، ولعل من المهم الإشارة في هذا السياق إلى تجاوز حجم التجارة الخارجية غير النفطية للدولة 3.5 تريليون درهم في عام 2023، وهو ما يعتبر إنجازاً تاريخياً جديداً للدولة.

ومما لا شك فيه أن الاهتمام الخاص الذي يحظى به الإعلام في دولة الإمارات يعكس إدراكها العميق للدور المهم الذي باتت تقوم به وسائل الإعلام المختلفة في مرحلة تشهد تطوراً تكنولوجياً مذهلاً يتيح لها توسيع قاعدة الجمهور المستهدف إلى أقصى حد، ويؤسَّس هذا الاهتمام على حقائق عدة، منها أن الإعلام ركيزة أساسية لتعزيز الهوية الوطنية، وشريك رئيس في عملية التنمية التي تشهدها الدولة، كما سلفت الإشارة، ومنها كذلك أن الإعلام نافذة مهمة يطل منها العالم على دولة الإمارات بكل ما تشهده من تطورات وتقدم متسارع في القطاعات كافة.

وثمة الكثير من المؤشرات التي تجسد هذا الاهتمام، خلال الفترة الأخيرة، ففي يناير 2023، صدر مرسوم بقانون اتحادي بإنشاء المكتب الوطني للإعلام، ويهدف المكتب إلى تطوير منظومة الإعلام في الدولة بما يخدم المصلحة الوطنية ويعزز موقع الدولة الإعلامي على المستويين الإقليمي والدولي.

وفي فبراير 2023، صدر المرسوم بقانون اتحادي بإنشاء مجلس الإمارات للإعلام، الذي يشرف عليه مجلس إدارة برئاسة رئيس المكتب الوطني للإعلام.

ويتبع مجلس الإمارات للإعلام مجلس الوزراء، ويهدف إلى تنسيق الجهود الإعلامية على المستويين الاتحادي والمحلي بالتنسيق مع الجهات الإعلامية الحكومية في الدولة. وفي ديسمبر الماضي، أصدرت حكومة الإمارات مرسوماً بقانون اتحادي في شأن تنظيم الإعلام بهدف تنظيم الأنشطة الإعلامية بمختلف أنواعها بما يُعزز مكانة الدولة كمركز إعلامي عالمي، ويُرسخ بيئة محفزة لنمو وازدهار القطاع الإعلامي، ويسهم في تطوير بيئة تشريعية واستثمارية إعلامية تنافسية تواكب المتغيرات العالمية في قطاع الإعلام.

وفي ظل الاهتمام الخاص بقطاع الإعلام من جانب القيادة الرشيدة، يشهد هذا القطاع المزيد من التطور التراكمي سواء على مستوى الجانب التنظيمي أو فيما يخص عقد الفعاليات الدورية المتعلقة بتطوير أداء وسائل الإعلام المختلفة، مع الحرص على تطوير الكادر البشري الوطني الذي يقود هذا القطاع، ولعل كل ذلك هو ما يوفر لقطاعنا الإعلامي المزيد من فرص النمو والازدهار.

* صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.