أصبح موضوعَا تخزين الطاقة وتخزين ثاني أكسيد الكربون على رأس الانشغالات المتعلقة بالطاقة والاستدامة ومستقبل المناخ العالمي. وفي هذه الصورة يظهر نموذجٌ أوليٌ لتخزين ثاني أكسيد الكربون أنشأته مؤخراً شركة «إينرجي دوم» في منطقة أوتانا بوسط جزيرة سردينيا الإيطالية، ثاني أكبر جزيرة في البحر الأبيض المتوسط، في محاولة لتجريب طرق جديدة مبتكرة من أجل إزالة الكربون من الشبكة الكهربائية وتخزين الطاقة خلال فترات انخفاض الطلب.
لم يسبق لوسط سردينيا أن كان معقلاً للابتكار، فهو منطقة ريفية قاحلة، تحتفظ لافتات الطرق فيها، ومنذ سنوات عديدة، بالآثار والثقوب التي أحدثها رصاص السكان المحليين وهم يمارسون هواية الرماية. ومع ذلك فقد كانت أوتانا موقعاً لمصنع سابق للبتروكيماويات طالما اتهمه المدافعون عن البيئة بتلويث هواء الجزيرة وتربتها ومياهها.
لكن أنماطاً جديدة من التكنولوجيا تتشكل الآن من شأنها أن تساعد في الحد من التلوث البيئي وفي إبطاء التغير المناخي. والعنصر الرئيس في هذه التكنولوجيا هو تخزين ثاني أكسيد الكربون الذي يعد السبب الأساسي للانحباس الحراري العالمي. وبتوظيف هذه التكنولوجيا، تدير شركة «إينرجي دوم»، وهي شركة ناشئة مقرها في ميلانو، محطةً تجريبية لتخزين الطاقة تساعد على معالجة الاختلال في سوق الكهرباء المحلي، مستفيدةً في ذلك من وفرة ضوء الشمس خلال النهار في هذه الجزيرة الإيطالية.
وتستخدم الشركة ثاني أكسيد الكربون المخزّن داخل بالون ضخم كنوع من البطاريات، بالاعتماد خلال النهار على كهرباء مستمدة من حقول الخلايا الشمسية، من أجل ضغط ثاني أكسيد الكربون وتحويله إلى سائل. أما خلال الليل فيتمدد ثاني أكسيد الكربون السائل مرة أخرى متحولاً إلى غاز بإمكانه تحريك التوربينات المنتجة للكهرباء، لتنشأ طاقةٌ يتم إرسالها مرة أخرى إلى الشبكة التي تغذي كاملَ مناطق الجزيرة بالتيار الكهربائي.
وتعد الطاقة النظيفة من المصادر المتجددة سريعة النمو، لكنها تعتمد على الحالة الجوية وما يطبعها من تغيرات وتقلبات. ولذا فإن تخزين هذه الطاقة لحين الحاجة إليها، كما يجميع كثير من المختصين، هو أحد المفاتيح المهمة لانتقال الاقتصادات بعيداً عن الوقود الأحفوري. (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)