إطلالة خلابة على منطقة مانهاتين الشهيرة في مدينة نيويورك، لكن البيانات الصادرة يوم الخميس الماضي، تشير إلى انخفاض نسبة الإيجارات الشاغرة والمتاحة في المدينة إلى نسبة مذهلة بلغت 1.4% في عام 2023، بعدما كانت 4.5% في 2021. ويعد هذا أدنى معدل شغور منذ عام 1968، ويعكس مدى تراجع وتيرة بناء المنازل بشكل كبير عن حجم الطلب من الأشخاص الراغبين في العيش بالمدينة.
غالباً ما يعتبر خبراء الإسكان أن معدل الشواغر «الملائم» يتراوح بين 5% إلى 8% من إجمالي الوحدات السكنية. عادةً ما يعني ارتفاع معدل الشغور أنه من الأسهل على الأشخاص العثور على شقق عندما يرغبون في الانتقال إلى وحدة سكنية جديدة. ويعني ذلك أيضاً أن أصحاب العقارات من المرجح أن يضطروا إلى التنافس على المستأجرين، وهي ظروف ينبغي أن تخفف من زيادات أسعار الإيجار في المدينة.
وتشير البيانات إلى أن أزمة الإسكان في مدينة نيويورك تزداد سوءاً. ويعتبر مسؤولون المدينة أن معدل الشواغر الذي يقل عن 5% يشكل «حالة طوارئ إسكانية». «إريك آدامز»، عمدة مدينة نيويورك علّق على البيانات، بالقول: «الطلب على العيش في مدينتنا يفوق بكثير قدرتنا على بناء المساكن»، إن سكان نيويورك بحاجة إلى مساعدتنا، وهم بحاجة إليها الآن».
حجم المشكلة يضع المزيد من الضغوط على المسؤولين لفعل شيء حيالها. ولا تزال تكاليف السكن المرتفعة تجبر الأسر وأفراد الطبقة العاملة على الخروج من المدينة، مما يهدد الاقتصاد. لقد طغى تدفق المهاجرين على نظام إيواء المشردين في المدينة، كما أن التشرد بين غير المهاجرين آخذ في الارتفاع.

ويقدر خبراء الإسكان أن عدد المنازل التي تحتاجها نيويورك يصل إلى مئات الآلاف. لكن مدينة نيويورك أصدرت عدداً أقل من تصاريح البناء لكل ساكن مقارنة ببوسطن وسان فرانسيسكو وأوستن بتكساس، على مدى معظم العقد الماضي، وفقاً للجنة ميزانية المواطنين، وهي منظمة رقابية غير ربحية. (الصورة من خدمة نيويورك تايمز)