تواصل دولة الإمارات تعزيز مكانتها على الخريطة الدولية كمركز دولي يجمع صُنّاع ومطوّري التكنولوجيا من مختلف أنحاء العالم بهدف التواصل والتعاون وتبادل المعرفة، وتقديم أحدث الابتكارات والحلول التقنية، فقد اختُتِمت يوم الجمعة الماضي، فعاليات الدورة الـ43 من معرض «جيتكس غلوبال»، الحدث الأبرز على مستوى العالم في مجال التكنولوجيا، الذي شارك فيه ما يزيد على 6 آلاف جهة عارضة و180 ألف مسؤول تنفيذي في مجال التكنولوجيا من أكثر من 180 دولة، والذي أصبح بكل جدارة منصة عالمية تجمع أحدث الحلول التقنية والتطبيقات الذكية المنافِسة على الريادة في العالَم الرقمي سريع التطور والتغير.

وهذا ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في إشارته إلى أهمية هذا الحدث العالمي، وأثره في طرح أحدث المنتجات والحلول التقنية، بعد نجاحه في ترسيخ مكانته على مدار أكثر من 40 عاماً كأحد أكبر التجمعات الاحترافية لصُنّاع ومطوّري التكنولوجيا على مستوى العالم. وشبه سموه النمو والتطور الذي شهده هذا المعرض بمدينة دبي، قائلاً: «معرض جيتكس يشبه دبي في سرعة نموه، حيث نما 40% عن دورته السابقة. ويشبه دبي في احتضانه أفضل العقول من 180 دولة. ويشبه دبي في شغفها بكل جديد».

لقد شهدت مسيرة معرض «جيتكس» تطوراً ونمواً مطّردين على مدى أكثر من أربعة عقود، استضافت خلاله دولة الإمارات في دبي أبرز المبدعين والمبتكرين من جميع أنحاء العالم، لتبادل الأفكار والرؤى، وتضافر الجهود، وتحفيز المبدعين على تقديم وابتكار الحلول، وأصبح المعرض يضم بين جنباته عدداً من المعارض الفرعية والمؤتمرات الدولية والندوات المتخصصة، منها على سبيل المثال لا الحصر «المؤتمر العالمي لرؤساء التكنولوجيا»، الذي يجمع مهندسي ومبتكري التكنولوجيا على مستوى العالم، ومعرض «الذكاء الاصطناعي في كل شيء»، الذي شاركت فيه نحو 1000 مؤسسة مرتبطة بالذكاء الاصطناعي، إضافة إلى فعالية «غلوبال ديف سلام» أكبر ملتقى للمبرمجين والمطورين، و«وادي جيتكس السيبراني» أكبر حدث للأمن السيبراني هذا العام.

وانطلاقاً من سعي معرض «جيتكس» لتسخير التكنولوجيا الحديثة لخدمة البشرية، فقد احتلت قضايا الاستدامة البيئية والمناخ محوراً رئيسيّاً خلال فعاليات المعرض، حيث كشفت العديد من الجهات المشاركة عن مجموعة من الابتكارات والتطبيقات الذكية التي تعزز جهود المحافظة على البيئة وحماية التنوع البيولوجي، ووقف استنزاف الموارد الطبيعية، كما شهد المعرض إطلاق فعاليتَي «جيتكس إمباكت» و«معرض التمدن المستقبلي»، الراميتَين إلى مناقشة القضايا الملحّة المتعلقة بتغير المناخ، واستكشاف أفضل الممارسات والحلول المبتكرة في مجال الطاقة، لتمهيد الطريق نحو مستقبل صفريّ الانبعاثات، بما يتماشى مع أهداف مؤتمر الأطراف COP28 الذي تستضيفه دولة الإمارات في دبي، نوفمبر المقبل.

ويمثل النجاح الذي يحققه معرض «جيتكس» شهادةً على الالتزام الراسخ من دولة الإمارات ودبي بتعزيز التعاون الدولي في مشهد تكنولوجي سريع التطور. وعلى المكانة المتميزة التي تحتلها دولة الإمارات ودبي كمركز محوري لصناعة التكنولوجيا.

*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.