تُواصل دولة الإمارات جهودَها الحثيثة وسعيها للاستثمار في الطاقة المتجددة والنظيفة، من خلال مبادرات ومشاريع استراتيجية داخل الدولة وحول العالم، انطلاقاً من رؤيتها الراسخة حيال حماية البيئة والموارد الطبيعية، وتنويع مصادر الطاقة، ودعم الطاقة النظيفة.
ومن أحدث هذه المشاريع، اتفاقية استراتيجية وقّعتها شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، مع شركة «إبيردرولا» الرائدة عالميّاً في مجال الطاقة النظيفة، للاستثمار في محطة «إيغل بحر البلطيق» لطاقة الرياح البحرية بقدرة 476 ميجاواط، وذلك في بحر البلطيق في ألمانيا.
وبحسب الاتفاقية، فمن المخطَّط له أن تبدأ هذه المحطة إنتاجها المبدئي أواخر عام 2024، لتعمل على توفير الكهرباء لنحو نصف مليون منزل، إلى جانب المساهمة في الحد من الانبعاثات الكربونية. ومن المقرر أن تضم 50 توربينة رياح أحادية الأساسات، تبلغ قدرة كل واحدة منها 9.53 ميجاواط، ويبلغ الإنتاج السنوي المتوقع للمحطة 1.9 تيراواط/ساعة، وهي طاقة نظيفة كافية لتزويد 475 ألف منزل بالكهرباء، وتفادي إطلاق 800.000 طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً، وتبلغ قيمة تكلفة المحطة نحو 1.6 مليار يورو. وقد تم بيع كامل إنتاجها عبر عقود طويلة الأجل.
لقد انتهجت دولة الإمارات مبكراً سياسة دعم جهود الانتقال في قطاع الطاقة، واستثمار فرص التحول نحو الطاقة النظيفة، تحقيقاً لمستهدفات الاستدامة، ولكل تطلّعات التطوير التي تعزز الأمن بمفهومه الشامل، وعلى رأسه أمن الطاقة. وقد قامت شركة «مصدر» الإماراتية بدور ريادي في مجال الطاقة النظيفة، منذ تأسيسها عام 2006، تسهم من خلاله في النهوض بقطاع الطاقة النظيفة في دولة الإمارات والشرق الأوسط وأنحاء العالم، فلديها مشاريع في 40 دولة، توفر من خلالها أكثر من 20 جيجاواط من الطاقة النظيفة، تكفي لتلبية احتياجات 5.25 مليون منزل من الكهرباء.
ويُمثّل مشروع محطة «ايغل بحر البلطيق» مثالاً على مساعي دعم مشاريع الطاقة النظيفة حول العالم، وهذه المرة في أوروبا، حيث إنه يدعم تحقيق أمن الطاقة الخضراء في هذه القارة، ويحدّ من الانبعاثات الناجمة عن النشاط المنزلي وقطاعات الأعمال، ويأتي متماشياً مع استعداد دولة الإمارات لاستضافة مؤتمر الأطراف «COP28».
ويشكّل مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ «COP28» الذي من المقرر أن تستضيفه دولة الإمارات خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر من العام الحالي في مدينة إكسبو دبي، خطوة نوعية وتتويجاً لجهود دعم مشاريع الطاقة البديلة والمتجددة، كما أن هذا المؤتمر يهدف إلى تحديد التطلّعات الطموحة والمسؤوليات تجاه العمل المناخي بشكل كبير، ويُعدّ فرصة لطرح الأفكار والرؤى المدعمة لتحقيق الحياد الكربوني وحماية البيئة، وتقييم التقدّم المُحرَز على صعيد مكافحة التغيّر المناخي.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية