كانت عطلة نهاية أسبوع صعبة بالنسبة لهؤلاء الذين ما زالوا يعتقدون أن إيلون ماسك لديه ما يلزم لتحويل «تويتر» إلى قصة نجاح. كان الإحراج الذي شعر به لأنه اضطر إلى الحد من عدد المنشورات التي يمكن أن يراها المستخدمون كل يوم - وهي خطوة قال «ماسك» إنها ضرورية لتقليل الضغوط على خوادم تويتر - هي أقوى علامة حتى الآن على أن خفض التكاليف الذي قام به «ماسك» كان له عواقب حقيقية، ليس أقلها أنه يفتح الباب أمام المنافسين.

كان «ماسك» محظوظاً لأنه لم يَظهر أي بديل حقيقي قابل للتطبيق منذ أن استحوذ على تويتر في الخريف الماضي. ولكن قد يتغير ذلك فجأة عندما تطلق شركة «ميتا» تطبيقها المقلد الذي تم التخطيط له، وهو تطبيق «ثريدز» Threads والذي يمكن إطلاقه في أي يوم الآن.

(والذي ظهر لفترة وجيزة على متجر «جوجل بلاي» يوم السبت قبل أن يختفي. ولم تعلق شركة «ميتا» على ما حدث.) وقال «ماسك» إن هناك حاجة لاتخاذ خطوات جذرية خلال عطلة نهاية الأسبوع بسبب «المستويات القصوى» من جمع البيانات من قبل «مئات المنظمات».

قد يكون هذا هو الوضع، حيث اشتكى موقع المجتمع الإخباري على الإنترنت «ريديت» Reddit من مشكلات مماثلة، إذ أدت الثورة التي حدثت في الذكاء الاصطناعي إلى جعل التهام البيانات مشكلة متنامية لكل المنصات. من المفترض ألا يهتم المستخدم العادي بما يجري وراء الكواليس. كل ما يهم هو أنه لفترات طويلة خلال عطلة نهاية الأسبوع، لم يتمكن المستخدمون من تصفح التغريدات بالطريقة التي اعتادوا عليها. واستجاب ماسك بنشر نكات فاترة، ولم يقل شيئاً لطمأنة مستخدميه، ولم يقدم أي اقتراح يفيد إلى أي مدى ستكون القيود المفروضة على التصفح «مؤقتة».

ولم تقل «ليندا ياكارينو»، الرئيسة التنفيذية الجديدة لتويتر، أي شيء على الإطلاق. كما هو الحال في الأوقات الأخرى التي تعثر فيها «تويتر»، بدأ بعض المستخدمين في استكشاف أحد بدائل «تويتر» الجديدة والعديدة. شهد أحد هذه البدائل، وهو برنامج «ماستودون» Mastodon، ارتفاعاً كبيراً في عدد المستخدمين في نهاية هذا الأسبوع، لكنه معقد للغاية بالنسبة للمستخدمين غير التقنيين.

واضطر برنامج «بلو سكاي»، المدعوم من «جاك دورسي»، المؤسس المشارك لتويتر، إلى تعليق عمليات الاشتراك الجديدة مؤقتاً من أجل منع الازدحام على استخدام البرنامج. لا يزال برنامج «تي2» «T2»، الذي تم إنشاؤه بوساطة فريق من مهندسي تويتر السابقين، في مرحلة تجريبية وليس لديه تطبيق جوال حتى الآن.

ويسعى برنامج «سبيل» Spill، وهو جهد آخر قاده موظفون سابقون في تويتر، إلى الترحيب بمجتمع «تويتر الأسود» (أو تويتر بلاك) «Black Twitter» شديد التفاعل في تطبيق جديد - لكنه لا يزال متاحاً للدعوة فقط، وقد عانى من مشكلات في الخادم الخاص به في نهاية هذا الأسبوع. (تويتر الأسود هو هوية ثقافية تضم مستخدمي تويتر السود من جميع أنحاء العالم على شبكة موقع تويتر للتواصل الاجتماعي، ويركز على القضايا التي تتعلق بمجتمع السود، لا سيما في الولايات المتحدة.) ترى شركة «ميتا» فرصة لإنشاء ما يقال إن أحد المديرين التنفيذيين وصفه بأنه استنساخ «أكثر أماناً من حيث التشغيل» لتويتر، حيث لا يقوم المالك، على سبيل المثال، بتضخيم وجهات النظر اليمينية المتطرفة أو تشويه سمعة مصادر المعلومات الموثوقة. بعض مستخدمي تويتر قد لا يستمتعون بفكرة إعطاء «ميتا» تأثيراً أكبر مما هو عليه بالفعل. للتنافس مع تويتر والمنافسين الأصغر، ستحتاج «ميتا» أيضاً إلى التغلب على بعض عاداتها الراسخة بعمق، مثل دفع محتوى مؤثر من الدرجة الأولى إلى خلاصاتنا لإنعاش المشاركات.

وقد يكون التودد لكبار المؤثرين جذاباً للمعلنين، لكن العديد من مستخدمي «تويتر» يرفضون فكرة الانتقال إلى منصة مصممة خصيصاً لاقتصاد المبتكرين (وهو اقتصاد تسهّله البرامج يتيح لمنشئي المحتوى والمؤثرين كسب الدخل.) ولكن ما هو واضح أنه مع نمو قوة المنافسين، فإن إهمال «ماسك» في إدارة تويتر يصبح أكثر خطورة. قد يبدو مستخدمو «تويتر» مخلصين اليوم، لكن العديد منهم يظلون على المنصة لسبب واحد فقط: الأشخاص الذين يعرفونهم لا يزالون هناك أيضاً. قد لا تكون التطبيقات الأصغر جاهزة للاستخدام في أوقات الذروة، ولكن لن يمر وقت طويل حتى يكون لديها القدرة على البدء في تقليص شعبية تويتر حيث تنجذب المجتمعات المختلفة نحو تطبيقات جديدة.

وفي الوقت نفسه، فإن برنامج «ثريدز» لشركة «ميتا» لديه القدرة على احتضان اللاجئين الذين سئموا من تويتر بشكل جماعي على الفور. بمجرد أن يبدأ هذا الزخم، سيكون من الصعب على ماسك إيقافه.

ديف لي*

*كاتب أميركي متخصص في تغطية التكنولوجيا.

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسينج آند سينديكيشن»