اختتم معرض أبوظبي الدولي للكتاب، أمس، فعاليات دورته الثانية والثلاثين، التي أكدت من جديد أن هذا المعرض بات منصة عالمية للمعرفة والثقافة، فمع مشاركة نحو 90 دولة في فعاليات هذه الدورة، والتنوع الكبير في أعداد ومنتجات دور النشر المحلية والعربية والعالمية التي حرصت على الحضور في المعرض، وما شهده المعرض من تنوع كبير في الفعاليات الثقافية التي غطت مجالات المعرفة المختلفة، من ورشات عمل وندوات ومحاضرات وحلقات نقاشية ومعارض فنية، تجاوز معرض أبوظبي الدولي للكتاب كونه معرضاً للكتاب فقط ليصبح وبحق محفلًا ثقافيّاً عالميّاً، ووجهةً ثقافيةً مميزة ورائدة لدولة الإمارات العربية المتحدة التي باتت تشكل عاصمة الثقافة في المنطقة برمتها.

مشاركة هذا العدد الكبير من دور النشر من مختلف دول العالم، ومختلف المؤسسات المعنية بإنتاج المعرفة والثقافة، من شأنه أن يسهم في بناء جسور التفاهم والحوار الثقافي بين النخب الفكرية والمثقفة وتعزيزها، ويفسح المجال لتبادل الأفكار والتصورات التي تسهم في تعزيز التقارب الثقافي بين الدول والشعوب. كما تميزت دورة هذا العام بالتركيز على مفهوم الاستدامة بالتزامن مع إعلان دولة الإمارات 2023 عاماً للاستدامة، واستضافتها لفعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «كوب 28»، في نوفمبر/ديسمبر المقبل.

وانطلاقاً من هذه الأهمية العالمية لمعرض أبوظبي للكتاب، جاءت مشاركة مركز تريندز للبحوث والاستشارات متميزة ومواكبة لفعاليات المعرض المختلفة، بوصفها منصةً لعرض أهم إصداراته التي تجاوزت الـ200 عنوان في مجالات المعرفة المختلفة، ومن ضمنها ستة إصدارات جديدة أُطلِقت ووُقّعت داخل المعرض باللغتين العربية والإنجليزية، ومنصةً للحوار المعرفي والثقافي، إذ تنوعت الفعاليات التي نظمها المركز خلال فترة المعرض، وشملت تنظيم حلقات نقاشية حول أهم إصداراته الجديدة، من بينها الدراسة الجديدة لسعادة الدكتور محمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني في حكومة دولة الإمارات، بعنوان «الطريق إلى كوب 28.. الأمن السيبراني والتغير المناخي»، وكتاب «استراتيجيات منطقة المحيط الهندي والهادي» للمؤلفين الدكتور برندون ج. كانون وكي هاكاتا، والدراسة العاشرة من موسوعة جماعة الإخوان المسلمين بعنوان: «موقف الإخوان المسلمين من الحقوق والحريات: تعارُض قيَميّ واستغلال مصلحيّ». كما نظم تريندز عدداً من الندوات المهمة مثل ندوة «كيف نستشرف المستقبل ونصنعه»، التي ضمت نخبةً من مسؤولي المراكز المعنية باستشراف المستقبل، وحمد الكعبي رئيس تحرير صحيفة الاتحاد، وندوة «الثقافة كوسيلة للتغيير الإيجابي»، بالتعاون مع مؤسسة بحر الثقافة، وندوة «المكتبات الذكية والمواطنة الرقمية»، بالتعاون مع الأرشيف الوطني.

وبالنظر إلى اختيار معرض أبوظبي للكتاب تركيا بوصفها ضيفَ الشرف لهذا العام، نظّم المركز ندوة بعنوان: «العلاقات التركية - الخليجية: الرؤية والآفاق»، بمشاركة السفير التركي في دولة الإمارات، ونخبة من المختصين من الجانبين. كما كان للشباب نصيب من اهتمام وفعاليات المركز، إذ نُظّمت حلقة نقاشية شبابية بعنوان «كوب 28.. كيف يسهم الشباب في حماية المناخ؟».

لقد حرص مركز «تريندز» على إنجاح فعاليات المعرض، انطلاقاً من رؤيته العالمية التي تُركز على أهمية تعزيز الحوار الثقافي والمعرفي، وتم تتويج هذه الجهود بحصول المركز على جائزة الاستدامة للدورة الثانية والثلاثين من معرض أبوظبي للكتاب، والتي تعكس التقدير المجتمعي والفكري لتريندز وجهوده البحثية العالمية.

*باحثة - مدير إدارة المعارض والتوزيع - مركز تريندز للبحوث والاستشارات