يحتفل العالم في الـ29 من مايو من كل عام باليوم الدولي لحفظ السلام. ويعكس الاحتفال بهذا اليوم الاعتراف بالخدمات الجليلة التي قدَّمها حفَظَةُ السلام السابقون والحاليون وتضحياتهم، في وقت باتت فيه عمليات حفظ السلام تشكل رمزاً ملهماً للعمل المتعدد الأطراف. وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن هناك 12 بعثة سلام تابعة للأمم المتحدة، يعمل بها 87 ألف عنصر ينتمون لنحو 125 دولة حول العالم.

وقد لقيَ 102 من حفَظَة السلام الأمميّين مصرعهم العام الماضي أثناء عملهم لحماية المدنيين.ومما لا شك فيه أن الاحتفال بهذه المناسبة يوفر فرصة للحديث عن جهود دولة الإمارات لتعزيز السلام والاستقرار، وللدولة سجلّ حافل في هذا السياق، بدأ مع تأسيسها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أسس لسياسة خارجية للدولة جعلت منها شريكاً ولاعباً أساسيّاً لإنجاح مبادرات السلام، وحفظ الاستقرار على المستوى الإقليمي والدولي.

ويحمل هذا السجلّ العديد من المشاركات المهمة، منها على سبيل المثال لا الحصر، المشاركة عام 1976 ضمن قوات الردع العربية في لبنان، والمشاركة عام 1991 ضمن «قوات درع الجزيرة» في عملية تحرير الكويت، والمشاركة عام 1993 في «عملية إعادة الأمل» في الصومال، وفي عام 1999، شاركت الإمارات في القوات الدولية لحفظ السلام في كوسوفو، وفي عام 2003 شاركت ضمن قوات حفظ السلام في أفغانستان «إيساف»، ثم شاركت عام 2014، ضمن التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، وفي عام 2015، شاركت في عملية «عاصفة الحزم في اليمن».

كما بذلت دولة الإمارات جهوداً مشهودة نجحت من خلالها في حفظ السلام من خلال الوساطة بين أطراف الصراع، وهنا تمكن الإشارة على سبيل المثال إلى أنه في يوليو 2018 نجحت مساعي السلام الإماراتية في منطقة القرن الأفريقي في إعلان اتفاق سلام تاريخي بين إريتريا وإثيوبيا، والذي مهّد لعلاقات إيجابية بين الطرفين، وأسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في البلدين بشكل خاص والقرن الأفريقي والمنطقة بشكل عام، ويعكس نجاح هذه الجهود ثقة المجتمع الدولي في السياسة الخارجية لدولة الإمارات، التي تتميز بطابع الحياد، وتقوم على اعتماد لغة الحوار لحل الصراعات والتعاون لمواجهة التحديات المشتركة.

وينطلق دور الإمارات في حفظ السلام من ميراثها الحضاري والتاريخي والإنساني، ورسالتها الحضارية القائمة على إعلاء قيم التسامح والتآخي الإنساني والتعايش المشترك ونبذ كل صور العنف والتعصب. وتُولي دولة الإمارات حل الصراعات أهمية قصوى، لأنها تدرك أنه لا يمكن أن يتحقق الأمن والاستقرار، ومن ثم التنمية والازدهار في أي منطقة في العالم، ما لم يتم حل النزاعات القائمة فيها.

* عن نشرة«أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.