تحظى قضايا الصحة بأهمية بالغة في دولة الإمارات منذ تأسيسها على يد القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي سعى منذ اليوم الأول لتوليه قيادة دولة الاتحاد إلى توفير كل الخدمات المطلوبة للمواطنين، وعلى رأسها الخدمات الصحية، إيمانًا منه، رحمه الله، بأن الإنسان هو أهم ثروة يمكن أن يمتلكها الوطن.

وقد كان يردد دائمًا «إن الإنسان هو أساس أي عملية حضارية.. اهتمامنا بالإنسان ضروري لأنه محور كل تقدم حقيقي»، وأن «الثروة الحقيقية هي ثروة الرجال وليس المال والنفط، ولا فائدة في المال إذا لم يسخّر لخدمة الشعب».

وعلى هذا النهج المبارك سار المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي نحيي هذه الأيام الذكرى الأولى لرحيله، سائلين الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً، مستذكرين كل إنجازاته كقائد فذ لمرحلة التمكين حيث استطاع أن ينتقل بالدولة إلى آفاق جديدة عززت من مكانتها الإقليمية والدولية ورسخت تميز نموذجها التنموي.

ويسير صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على النهج نفسه، حيث يؤكد سموه كثيرًا على الأولوية الخاصة للرعاية الصحية، وقد قال سموه بمناسبة يوم الصحة العالمي الذي يوافق السابع من أبريل كل عام إن «كفاءة المنظومة الصحية تشكل معياراً أساسياً لنمو البلدان وتقدم مجتمعاتها.. وبمناسبة يوم الصحة العالمي، نؤكد أن الاهتمام بالصحة سيظل في قمة أولوياتنا لتحقيق التنمية المستدامة، وسنواصل العمل مع شركائنا لمواجهة الأمراض والأوبئة في العالم».

وفي ظل الإيمان الراسخ لقيادتنا الرشيدة بأهمية الرعاية الصحية، لا تدخر الدولة جهدًا لتعزيز هذه الرعاية والعمل على استدامتها، ومن هنا يتواصل إطلاق المبادرات والفعاليات والمؤتمرات وورش العمل بهدف ترسيخ الابتكار في القطاع الصحي، واستكشاف وإنشاء وتنفيذ أنظمة رعاية صحية مبتكرة تعطي الأولوية لرفاهية المرضى ومقدمي الرعاية الصحية.

ولعل من أحدث هذه المؤتمرات، المؤتمر الدولي التاسع لشركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»، الذي عُقد تحت شعار «تشكيل مستقبل الرعاية الصحية من خلال الابتكار والتكنولوجيا والممارسات القائمة على الأدلة»، وركز بالأساس على قضايا التمريض وشارك فيه أكثر من 500 شخص، حيث ضم العديد من الخبراء العالميين في المجال الصحي بالإضافة إلى نخبة من المتحدثين المحليين البارزين.

وقد كان هذا المؤتمر فرصة مهمة لتشجيع تبادل المعارف والخبرات وأفضل الممارسات في القطاع الصحي بقصد الحفاظ على تميز الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين والمقيمين وتعزيزها والانتقال بها إلى مستويات أكثر تقدمًا انسجامًا مع الأهمية الكبيرة التي تعطيها الدولة لصحة الإنسان ومع التطور الهائل الذي تشهده الإمارات في المجالات كافة.

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.