يعتبر ترشيد استهلاك الكهرباء والمياه من أهم الخطوات التي يجب اتخاذها للحفاظ على الموارد الطبيعية والحيلولة من دون هدرها فضلًا عن الحد من تلوث البيئة وتحقيق مبادئ الاستدامة. وفي ظل الأزمات والحروب التي أدّت إلى ارتفاع أسعار الطاقة عالميًّا، لدرجة تهدّد بانقطاع التيار الكهربائي والغاز الطبيعي عن بعض الدول، باتت قضية تأمين الطاقة حديث الساعة الأبرز في كل مكان.
وتتبنى دولة الإمارات رؤية رشيدة في هذا السياق، تتمثل في الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة، التي تركِّز على تحقيق التوازن بين الاقتصاد والبيئة والمجتمع، وتحفيز هذه الاستدامة في جميع المجالات، ومن هذا المنطلق، أطلقت مبادرات «الاتحاد للماء والكهرباء» لترشيد الاستهلاك خلال عام 2022. وحققت هذه المبادرة خفضًا قدره 6% في معدلات استهلاك المياه و12% في معدلات استهلاك الكهرباء مقارنة بعام 2021.
وقد أكّد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، على «ثقافة ترشيد الاستهلاك والتخلي عن عادة الإسراف التي لا تتوافق مع تعاليم الدين الإسلامي. وثقافة المحافظة على الموارد بمختلف أنواعها من مياه ومصادر غذاء وغيرها تعد جزءًا أساسيًّا من استراتيجية الأمن الغذائي في الدولة». وتعكس هذه التصريحات التزام الإمارات القوي بتحقيق التنمية المستدامة، وحرصها على ترشيد استهلاك الكهرباء والمياه والمحافظة على الموارد الطبيعية. 
وتتبنى دولة الإمارات سياسات واضحة لتحقيق الترشيد في استهلاك الكهرباء والمياه، وتشجع الأفراد والمجتمع على المشاركة في تحقيق الترشيد في استهلاك الكهرباء والمياه، وتوفير الموارد الطبيعية من أجل تحقيق هدف الاستخدام الأمثل لها، من خلال تقديم الدعم والمشورة والتوجيهات للجمهور حول كيفية تحقيق الترشيد، وتقوم وسائل الإعلام المختلفة بدور طليعي في هذا الصدد.
وقد نفذّت الإمارات عدّة استراتيجيات لتقليل استهلاك الكهرباء والمياه، بما في ذلك إدخال أنظمة إعادة تدوير المياه والتوسع في استخدام مصادر الطاقة المتجددة، وخلق حوافز لترشيد استهلاك الكهرباء. وكانت هذه الإجراءات فعّالة في الحد من استهلاك الكهرباء والمياه، وسمحت بنهج أكثر استدامة للتنمية. كما نفذّت الجهات المختصة بالدولة أنظمة إعادة تدوير المياه؛ مما يسمح بمعالجة المياه العادمة وإعادة استخدامها للأغراض الزراعية والصناعية. تقلل هذه العملية من كمية المياه العذبة المستخدمة في هذه الأنشطة، وتعمل أيضًا على تحسين جودة المياه عن طريق إزالة الملوثات، كما اتخذت دولة الإمارات خطوات لتوسيع استخدام مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة المائية.
باختصار، تلتزم دولة الإمارات بمبادئ التنمية المستدامة، وتعمل بجد لتحقيق الترشيد في استهلاك الكهرباء والمياه، والحفاظ على الموارد الطبيعية. ومن خلال العمل المشترك للحكومة والمجتمع والشركات والمؤسسات، يمكن تحقيق هذه الأهداف وتحقيق المزيد من النجاحات في مجال الاستدامة وحماية البيئة.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية