توصي منظمة رائدة لطب الأطفال بتقديم عقاقير لإنقاص الوزن للمراهقين المصابين بالسمنة كجزء من خطة علاج شاملة. لكن ما لم تسقط العوائق التي تحول دون إمكانية الحصول على هذه العقاقير، فلن يؤثر ذلك على وباء سمنة الأطفال في الولايات المتحدة الذي يصاب به أكثر من طفل واحد من بين كل خمسة في البلاد. وتعتبر أحدث إرشادات شاملة حول سمنة الأطفال من الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال اعترافاً محل ترحيب بأنه قد لا يجدي في الغالب النهج القديم المتمثل في «الانتظار اليقظ» أو تأجيل التدخل حتى معرفة احتمالات نمو الطفل أو تغلبه على السمنة. وتؤكد التوصيات أيضاً أن السمنة ليست مسألة قوة إرادة، لكنها حالة صحية لها بواعث بيولوجية واجتماعية واقتصادية وبيئية معقدة تستحق العلاج الشامل، وأن التغييرات السلوكية ونمط الحياة وحدها لا تصلح للجميع. 

وتؤكد سارة هامبل، رئيسة اللجنة التي وضعت المبادئ التوجيهية وأخصائية التحكم في وزن الأطفال في كلية الطب بجامعة كانساس أن «وزن الجسم الزائد للأطفال غالباً ما يستمر معهم حتى مرحلة البلوغ». وترى أنه مع وجود 14 مليون طفل في الولايات المتحدة يعانون من السمنة، «فهذه مشكلة حقيقية وخطيرة للغاية تشكل مخاطر صحية الآن وفي المستقبل لهؤلاء الأطفال». وتشمل هذه المخاطر طويلة الأمد، مرض السكري وارتفاع الكوليسترول وتوقف التنفس أثناء النوم والكبد الدهني. وهذه الإرشادات الجديدة هي تحول ملحوظ - ومطلوب - من الموقف السابق للأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بشأن التحكم في السمنة عند الأطفال الذي تبنته قبل 15 عاماً. وذكرت فاطمة كودي ستانفورد، طبيبة السمنة في كلية الطب بجامعة هارفارد ومستشفى ماساتشوستس العام، أنه «مع وجود أكثر من 20 بالمئة من الأطفال المصابين بالسمنة الآن، سنكون قصيري النظر للغاية إذا لم ندرك أنه يتعين علينا العلاج بالإضافة إلى الوقاية». 
والتوصيات التي تُطبق على الأطفال الذين يبلغون من العمر 12 عاماً أو أكبر، تأتي في وقت قد تحقق فيه عقاقير السمنة الجديدة فقداناً أكثر جوهرية واستدامة للوزن مقارنة بالعقاقير السابقة. والعقاقير، بما في ذلك عقار تنتجه شركة نوفو نورديسك الدانمركية وعقار آخر لشركة إيلي ليلي الأميركية وعدد من العقاقير الأخرى التي تخضع لمراقبة عن كثب، تحاكي الهرمونات الطبيعية التي تساعد في التحكم في الشهية. وبالنسبة لبعض الأشخاص، قد تؤدي العقاقير إلى إنقاص الوزن بمستوى مشابه لجراحة السمنة. لكن الحصول على العقاقير كان يمثل متاعب كبيرة لكثير من البالغين، وستواجه عائلات المراهقين التحديات نفسها. ولم تتمكن شركة نوفو نورديسك من مواكبة الطلب على الدواء الخاص بها منذ الموافقة عليها من إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية عام 2021. وأعلنت الإدارة الشهر الماضي أن عقار مونجارو الذي تمت الموافقة عليه حالياً فقط لعلاج مرض السكري، لكن يتم استخدامه أيضاً لإنقاص الوزن، يواجه شحاً مماثلاً. 

وعلاوة على ذلك، كافح البالغون لجعل شركات التأمين تغطي العقار الجديد الذي يتكلف أكثر من 1600 دولار شهرياً. ووافقت إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية على استخدامه للمراهقين الذين يبلغون من العمر 12 عاماً أو أكثر، ورصد الأطباء بالفعل عقبات لتوفيره للمرضى. ومن المحتمل أن يواجه المرضى تحديات مماثلة مع مونجارو بعد حصوله على موافقة متوقعة من إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية كعلاج للسمنة لاحقاً هذا العام. وقد تؤدي التغطية التأمينية غير الكاملة إلى تفاقم عدم المساواة القائمة في الحصول على العلاج للأطفال المصابين بالسمنة. وواجهت العائلات بالفعل مأزقاً حين يتعلق الأمر بالحصول على تغطية للفحص والعلاج السلوكي. 
ويجب أن تكون هذه التوصية الرسمية من الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال نداء انتباه آخر لشركات التأمين بأن العلاج، بما في ذلك العقاقير، يجب أن تتم تغطيته كجزء من برنامج شامل يتضمن نهجاً للأسرة بأكملها للتغذية واللياقة والسلوك. ويحتاج أطباء الأطفال إلى التعجيل بالتحكم في السمنة. ولا يشمل هذا كيفية استخدام هذه العقاقير فحسب، بل أيضاً كيفية التحدث بشكل مناسب مع المراهقين وعائلاتهم عن السمنة. وتلقى معظم أطباء الأسرة تدريبات قليلة في طب السمنة، وليس كل الأطباء يتبعون نهج الحديث مع العائلات بلغة التعاطف، وبعضهم لا يرتاح لمناقشة موضوع السمنة على الإطلاق بسبب خوف في غير محله من إلحاق وصمة بالمريض. ولاحظت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال أن الحديث مع الأسرة إذا سلك نهجاً خاطئاً فقد يؤخر علاج المراهق أو حتى يمنع حصوله عليه. 

ولا يعني أي من هذا أن هذه العقاقير هي حل سريع لمشكلة السمنة في البلاد أو حتى الإجابة الصحيحة لكل مراهق. ويجب على الآباء والمراهقين الذين يفكرون في تعاطي العقاقير أن يعلموا أنهم قد يحتاجون إلى الاستمرار فيها إلى أجل غير مسمى. وتشير دراسات إلى أن الأشخاص الذين يتوقفون عن تعاطي عقاقير السمنة عادة ما يستعيدون وزنهم الزائد. والسؤال الذي ترغب الأسر في فهمه ويتعين على الشركات بذل المزيد من الجهد لاستكشافه هو مدى حاجة المرضى لتعاطي الجرعة نفسها مدى الحياة، أو تمكنهم في نهاية المطاف من الحفاظ على وزنهم بجرعة أقل حجماً أو تواتراً. ومن حق العائلات معرفة مدى سلامة استخدام العقاقير على المدى الطويل وفوائدها الصحية المحتملة على المدى الطويل. وحتى الآن، هذه البيانات محدودة لكل من المراهقين والبالغين. 

العقاقير مجرد أداة واحدة في معالجة مشكلة سمنة الأطفال المتفاقمة. والوقاية بالطبع ستظل نهجاً مفضلاً، لكنها تتطلب معالجة أوجه عدم المساواة الهيكلية المعقدة في الولايات المتحدة. لكن وباء سمنة الأطفال يتفاقم. ومن الخطوات الجيدة تسهيل الحصول على عقاقير إنقاص الوزن كجزء من نهج علاج أشمل للمراهقين.
*كاتبة متخصصة في التكنولوجيا الحيوية

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»