يحتفل العالَم في الثاني عشر من أبريل كلّ عام باليوم الدولي للرحلة البشرية إلى الفضاء، اليوم الذي يُمثّل احتفالاً سنويّاً ببداية عصر الفضاء للبشرية، وتأكيداً على أهمية الإسهام الذي تمثله علوم وتكنولوجيا الفضاء في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وزيادة رفاه الدول والشعوب، وكفالة تحقيق تطلّعاتها إلى الحفاظ على استخدام الفضاء الخارجي للأغراض السلمية. 
وممّا لا شك فيه أن الأهمية الكبيرة التي يتمتّع بها قطاع الفضاء في دولة الإمارات، إنّما تتأسّس على حقيقة مفادها أن الإمارات تستهدف المستقبل، وتشقّ طريقها في ترسيخ مكانتها في عالم الابتكار العلمي وتسعى لخدمة الإنسانية، من خلال مشاركتها في جهود العالم بما يخدم التنمية، ومن ضِمنها تحدّيات المناخ، حيث تستهدف الإمارات دراسة سلوك الماء في بيئة المريخ الصحراوية، إذ إنه على سبيل المثال ستستفيد من البيانات التي يوفّرها مسبار الأمل أكثر من 200 مؤسّسة علمية دولية.
مَسيرة الإمارات في قطاع الفضاء تدرّجت وفق رؤية استراتيجية، ففي عام 1997 تأسّست شركة الثريا للاتصالات، وفي عام 2007 تأسّست شركة «إلياه سات»، وقبلها بوقت قصير تأسّست «مؤسّسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة» التي تم دمجها مع «مركز محمد بن راشد للفضاء»، وفي 16 يوليو 2014 حقّقت دولة الإمارات خطوة استثنائية جبّارة، حيث دخلت بشكل رسمي السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي، بإنشاء وكالة الإمارات للفضاء، وبدء العمل على مشروع إرسال أول مسبار عربي إلى كوكب المريخ، «مسبار الأمل»، الذي انطلق في مهمته بتاريخ 20 يوليو 2020، على أيدي فِرَق إماراتية، وأشرفت وكالة الإمارات للفضاء على المشروع ومولته بالكامل، في حين طور «مركز محمد بن راشد للفضاء» المسبارَ بالتعاون مع شركاء دوليّين، في تعاون وتكامل بين مؤسّسات الدولة المعنيّة بالفضاء.
كما استطاعت تلك المؤسّسات الرائدة إطلاق مجموعة من الأقمار الصناعية، مثل الثريا 1 و2 و3، و«إلياه سات»، ثم «نايف 1» ليكون أول قمر اصطناعي إماراتي نانوي من تصميم وتصنيع طلاب الهندسة الإماراتيّين، و«خليفة سات» الذي يُعدّ أول قمر اصطناعي تم تطويره بأيدٍ إماراتية 100% لأغراض الرصد.
ويتجلّى اهتمام دولة الإمارات بمجال الفضاء في حرصها على بناء موارد بشرية إماراتية عبر برنامج الإمارات لرواد الفضاء، فرواد الإمارات الأربعة، سلطان النيادي وهزاع المنصوري ونورا المطروشي ومحمد الملا، ما هم إلا باكورة النتائج، وخطوة في السعي لتحقيق استراتيجية بعيدة المدى تنطوي على أهداف عدة ورؤى مستقبلية، منها بناء أول مستوطنة بشرية صالحة للسكن على المريخ في عام 2117. 

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية