سلَّط بنك جولدمان ساكس الضوءَ على عملة البتكوين الرقمية كأفضل الأصول أداءً من حيث العوائد المطلقة والمعدلة حسب المخاطر في وقت سابق من هذا العام. ثم حدثت الأزمة المصرفية وارتفعت أكبر عملة رقمية إلى أعلى سعر لها في عشرة أشهر. ويكفي أن تجعل حتى بعض الرافضين يعيدون النظر. ودعونا نلقي نظرةً على الأرقام.

ووفقاً لحسابات مورنينجستار، فإن المستثمر الذي لديه تخصيص بنسبة واحد بالمئة للبتكوين في محفظة تقليدية المقسم إلى 60/40 (مع سحب نسبة بتكوين من مجموعة الأسهم)، كان سيحصل على عوائد أسوأ قليلاً خلال العام الماضي، أي بانخفاض نسبته 8.93 بالمئة مقابل انخفاض بنسبة 8.77 بالمئة للمحفظة التقليدية المقسمة إلى 60/40. وهذه الأرقام ليست مروعة بالنظر إلى انخفاض البتكوين بما يقرب من 40 بالمئة خلال تلك الفترة الزمنية.

وعلى مدى فترات أطول، كان تخصيص واحد بالمئة للبتكوين سيعزز العوائدَ بشكل كبير. وفي السنوات العشر المنتهية في مارس، تفوقت محفظة بتكوين بواحد بالمئة بسهولة على المحفظة التقليدية.

وحقق التخصيص الأكبر قليلا بنسبة اثنين بالمئة أداءً سيئاً قليلاً للعام الماضي (انخفاض بنحو تسعة بالمئة)، لكنه حقق مكاسب بنسبة 18 بالمئة سنويا على مدى فترة 10 سنوات. ومازال ارتباط البتكوين منخفض نسبياً مقارنة بفئات الأصول الأخرى، لكن هذا بدأ يتغير قليلاً حين يتعلق الأمر بالأسهم، خاصة الأسهم ذات رؤوس الأموال الكبيرة، كما تشير آمي أرنوت، المحللة الاستراتيجية للمحافظ المالية في مورنينجستار. ولا يمكنك الاعتماد على الأداء التاريخي، بالطبع، ومن الصعب تخيل أن تشهد البتكوين الزيادةَ نفسَها في الأسعار بمقدار عشرة أضعاف التي شهدتها على مدار العقد الماضي.

ومع ذلك، يبدو أنها مهيأة للارتفاع، وقد يكون الوقت الآن مناسباً للحصول على سعر رخيص نسبيا. ويقول مايك ماكجلون، كبير المحللين الاستراتيجيين في بلومبيرج إنتليجنس، إنه يراها «مسألة وقت فحسب» قبل أن تصل عملة البتكوين إلى 100 ألف دولار لأنها تحتوي على شيء نادر جداً. ويقول ماكجلون: «البتكوين في طريقها إلى أن تصبح ضماناً رقمياً عالمياً في عالَم يسير على هذا الطريق. ومن المتوقع حدوث عقبات في الطريق، لكن المسار العام يبدو مستمراً على حاله». وقال جولدمان أيضاً، إن البتكوين قد تصل في النهاية إلى 100 ألف دولار إذا قبل المستثمرون استخدامَها كـ«ذهب رقمي».

ويشير جيمي دوجلاس كوتس، من بلومبيرج انتيلجنس، وهو محلل بارز لهيكل السوق، إلى الكيفية التي سجلت بها البتكوين للتو ثاني أفضل أداء لها في الربع الأول خلال عقد من الزمن. وقد أدى الربع الأول القوي عادةً إلى ارتفاع الأسعار في نهاية العام. لقد كانت عملة البتكوين مؤشراً رئيسياً للمخاطر بالنسبة للولايات المتحدة، حيث ارتفع النظام المصرفي وانخفضت البتكوين.

وهذه المرة، حتى مع ارتفاع المعيار، استمرت البتكوين في الارتفاع. كل هذا يعني أنه حتى المتفائلون سيكافحون لتحديد الاختيار أفضل لشق طريقهم. ومع انكشاف عملة البتكوين، تأتي التقلبات، مما يؤكد أن التخصيص الصغير هو الأنسب حقاً للمستثمر ذي الأفق الأبعد والذي يمكنه تحمل المخاطر، أي ليس المتقاعد الذي يعتمد على دخل ثابت. ونظراً لقضايا السيولة في البتكوين والمخاوف المتعلقة بالمعاملات، فقد يواجه مستثمرو التجزئة الذين يتطلعون إلى التفاؤل بشأن نموها صعوبةً في اكتشاف أفضل طريقة لشرائها.

وهناك تغييرات تنظيمية للصناعة بأكملها في المستقبل، مما يجعل الاستثمار في البتكوين أمراً صعباً. لكن يمكنهم في النهاية توفير المزيد من اليقين والمساعدة في دفع العملة الرقمية إلى مستوى أعلى. وبالنسبة للمستثمر طويل الأجل، يبدو أن البدء في إجراء تخصيصات صغيرة ومنتظمة للبتكوين يستحق كل هذا العناء.

أليكسيس ليونديس*

*صحفية تغطي التمويل الشخصي.

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسنسينج آند سيندكيشن»