مسيرة الإمارات التنموية وخطاها الواثقة نحو المستقبل تؤكد للجميع أن الدولة بأيد أمينة، وأن القادم هو الأفضل. استنتاج يلحظه كل متابع أمين لنهضة الإمارات، حيث أرسى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أسس الدولة الاتحادية الراسخة التي تنتصر للإنسان، ووضع الأمانة مسبقاً بين أيدي أنجاله ليقودوا المسيرة التنموية للدولة نحو التقدم والرفعة في بوتقة لا تنفصل فيها متطلبات الدولة الاتحادية عن الاحتياجات المحلية، فقد رتب الشيخ زايد الأمور أحسن ترتيب وترك الأمانة بأيدي قيادة تدرك معنى الحفاظ على مكتسبات الدولة الرشيدة.
واستلم الراية المغفور له الشيخ خليفة بن زايد، ووقف داعماً وموجهاً دفة المسيرة في أرجاء البلاد نحو المستقبل المشرق والواعد. 
لقد أحسن زايد التأسيس وجوّد خليفة التمكين، ويكفي فيه قول والده عن مدى خيرية الشيخ خليفة أمام زايد الخير: «لو علمتم خير خليفة كما أعلمه لذاب خير زايد فيه».
الآن في عهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الساعد الأيمن للمغفور له الشيخ زايد، خلال فترة حكمه الرشيد للدولة قرابة عقدين عامرين بالإنجازات، تتواصل النجاحات والخطوات الراسخة نحو التنمية والازدهار. وقبل أكثر من عقدين، وتحديداً في عام 1999، تشرفت برفقة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للسفر بمعيته إلى «سراييفو» حيث رباط القوات المسلحة الباسلة هناك لتلبية نداء الوطن بتنفيذ مهام إنسانية سامية.
هنا كان القول الفصل في مشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة في بناء مستقبل السياسة الدولية، اتضحت رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وإيمانه بأن وزن الدول لا يقاس بالمساحة الجغرافية، بل بالأدوار الريادية والسبق إلى العالمية في النماء والعطاء والإنجاز النوعي في المجالات كافة، وأن يكون للدولة صوت عال وكلمة مسموعة في المحافل الدولية، بانفتاحها على مختلف المسارات وتحمل جميع استحقاقاتها وتحدياتها المستقبلية، وانتهاز فرص الترقي من خلالها. 
بالأمس حانت لحظة التخطيط لمئوية الدولة في جملة مراسيم سيادية، أراد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد تقوية جذور الدولة لتصل إلى مبتغاها في 2071 بجدارة القادة الذين يرون خيوط المستقبل بين أعينهم، وبقدرة شعب يسير على خطاهم حتى خط النهاية بإخلاص وولاء منقطع النظير لم ولن ينفرط عِقده ولا ينتقض عهده.
إننا أمام قائد يدرك تماماً حقيقة الدول في عمقها، فجعل في منصب نائب رئيس الدولة نائبين، بمعنى جناحين من العيار الثقيل في وزن القادة، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، وسمو الشيخ منصور بن زايد، مسيرتهما تثبت أنهما أهل للتحليق بالدولة عبر الآفاق دون توقف.
هذا في الشأن الاتحادي، أما في الشأن المحلي فقد عمق الجذور كذلك بسمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد في منصب ولي عهد أبوظبي صائناً للإرث.
وتعيين سمو الشيخ هزاع بن زايد وسمو الشيخ طحنون بن زايد في منصب نائب حاكم أبوظبي يؤكد أنهما سيكونان عوناً على إدارة شؤون الحكم في إمارة أبوظبي العاصمة الحبيبة وأساس الدولة منذ تدشينها.
*كاتب إماراتي