نتمنى ألاّ تستمر الأخطاء المسجلة في المسلسلات الرمضانية للمواسم السابقة، والتي عُرضت طوال السنوات الماضية، وشوَّه بعضُها الكثيرَ من صفات وطبيعة المجتمع الخليجي بشكل عام، كما عرض مواقفَ بعيدةً كل البعد عن حقيقة المجتمع الخليجي، والذي هو أبعد ما يكون عما تصوره بعض المشاهد في هذه المسلسلات غير الجادة في الشكل والمضمون.
وقد استمر حدوث العديد من الأخطاء في هذه المسلسلات، رغم التنبيه إليها في العديد من المقالات التي كتبناها وكتبها غيرُنا من الكتاب الخليجيين. ومن هذه الأخطاء على سبيل المثال أن غالبية الممثلين في المسلسلات الخليجية الرمضانية غير خليجيين، ولذلك نجد أنهم يتصنّعون لكنة خليجية لا تعبّر عن تفاصيل المجتمع الخليجي الحقيقي، ببساطته وأريحيته. 

كما أظهر بعضُ هذه المسلسلات الجوانبَ السلبية وتناسى الجوانب الإيجابية المهمة والبارزة في حياة المجتمع الخليجي، بل إن بعضها بالغ في إظهار المجتمع الخليجي بصورة سيئة جداً وبشكل لا يمت بصلة إلى الواقع، وبالتالي يمكننا القول إن هذا النوع من المسلسلات ابتعد كل البعد عن كل ماله صلة بواقع المجتمع الخليجي وحقيقته. إنها مسلسلات لا تعبّر عن هذا المجتمع كما يجب حتى بأقل المعايير طموحاً! 

وتعطي هذه المسلسلات الانطباعَ بأن الغاية الأساسية من وراء إنتاجها هي الربح بالدرجة الأولى، عبر محاولة اللعب على وتر المظاهر واللهجة بصفة خاصة، والتي تظهر في تلك المسلسلات مصطنعةً وغير حقيقية. حتى إن بعضاً من الممثلين المجسدين لبعض أنماط المجتمع الخليجي لديهم مشكلة واضحة في نطق كلمات اللهجة في بعض مقاطعها، وقد أدوا أدوارَهم بهذه اللهجة على نحو صعب للغاية.
ولو عدنا بالذاكرة إلى الوراء قليلاً، يوم كان يتم إنتاج المسلسلات الخليجية بكادر خليجي في غالبيته، لرأينا مدى الالتزام والتعبير الصحيح عن المجتمع الخليجي وما يمثله في الواقع. لقد بقيت تلك المسلسلات خالدة في الذاكرة الفنية، ونستذكرها الآن من حين لآخر عبر إعادة مشاهدتها، تعويضاً عن مشاهدة بعض المسلسلات الحالية البعيدة عن واقع المجتمع الخليجي وحقيقته.
وما زلت أتمنى أن نشاهد في رمضان الحالي مسلسلاتٍ ذات مضمون وشكل مقنعين، ولها القدوة على تجسيد طبيعة المجتمع الخليجي كما هو في حقيقته. 

وأخيراً ينبغي أن نلاحظ أن بعض المسلسلات المعروضة تمثل تكراراً لمسلسلات رمضانية سابقة، أو حتى لأعمال أجنبية سابقة أيضاً، مع تغيير في الأسماء والأماكن. 

*كاتب كويتي