لطالما أثبتت قيادةُ دولة الإمارات استمرارَ واستدامة مسيرة الاتحاد منذ تأسيسه على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في مواظبةٍ وإخلاص تامين للنهج القويم ذاته، وذلك من خلال تحقيق الإنجازات تلو الأخرى وعبر العمل الدائم على بناء مؤسسات الاتحاد وترسيخها أكثر فأكثر.

وقد شهد تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة نجاحات عظيمة منذ الحدث التأسيسي الأكبر متمثلا في قيام الاتحاد نفسه قبل حوالي واحد وخمسين عاماً، حيث حققت الإمارات الكثير من الإنجازات في جميع المجالات، سواء أكان المجال الصحي أو التعليمي أو العمراني أو الاقتصادي.. إلى جانب مكتسباتها المتواصلة في المجال التكنولوجي والصناعي. كما عرفت التنمية الاجتماعية فيها نقلات نوعية لا نظير لها في المنطقة.

وبفضل هذه الإنجازات المتتالية أصبحت دولة الإمارات واحدةً من أكثر دول العالَم جذباً للمستثمرين والمخترعين والناجحين والباحثين عن حياة سعيدة وآمنة ومرفهة. وعلى مدى الأعوام الخمسين الماضية، تحقق في الإمارات الكثير من الإنجازات على الصعيد الاقتصادي، فأصبحت الدولة في مصاف الاقتصادات الأكثر حيويةً ومرونةً في العالم، إذ حققت قفزاتٍ تنمويةً جعلت الاقتصاد الإماراتي في المراكز الأولى على صعيد كثير من المؤشرات التنموية، بما في ذلك التنافسية والجاذبية والملاءة المالية، وهو ما يؤكده مركزها المالي المرموق على مستوى منطقة الشرق الأوسط. ومما ساعد على ذلك أيضاً أن الإمارات حققت معدلاتِ نمو بوتيرة سريعة للغاية زادت من متانة اقتصاد وأهَّلتها لإقامة علاقات تبادل اقتصادي وتجاري مع دول كبرى وعريقة في العالم.

واستمرت قيادة الدولة في تحقيق الأهداف التنموية الكبرى على جميع المستويات، بما في ذلك التعليم الذي حقق تطوراً كبيراً منذ قيام الاتحاد، حيث كانت المدارس قبله محدودة العدد (لا تتعدى عشرين مدرسة) وإجمالي الطلاب الذكور لم يكن يتجاوز 4000 طالب.. لكن بعد مرور خمسين عاماً على قيام دولة الاتحاد أصبح عدد المدارس في الإمارات أكثر من 800 مدرسة، مع عدد طلاب يتعدى 270 ألف طالب من الذكور والإناث.

كما شهد التعليم العالي تأسيس الجامعات الحكومية والخاصة على مستوى يضاهي أعرق المؤسسات الأكاديمية وأكبرها في العالم. واستكمالاً لمسيرة التقدم والنماء، فقد أطلقت الإمارات مسبارَ الأمل إلى المريخ في رحلة علمية استكشافية مدتها سبعة أشهر، وذلك من مقر مركز تانيغاشيما الفضائي في اليابان، ليقطع مسافةً قدرُها 493 مليون كيلومتر، وقد وصل المسبار إلى وجهته في المريخ بالتزامن مع احتفالات الذكرى الخمسين لقيام الاتحاد.

ويهدف مسبار الأمل في رحلته المهمة إلى جمع المعلومات حول الظروف المناخية على سطح المريخ وفي محيطه، وذلك لمدة عام مريخي كامل، كما يرمي لمراقبة الظواهر الجوية التي تحدث على سطح الكوكب الأحمر، وتسجيل التغيرات الحادثة في درجات الحرارة فوقه وفي محيطه.ويبقى ما ذكرناه هنا حول مسيرة إمارات الخير غيض من فيض، إذ ما تزال المسيرة مستمرة ومستدامة، وستظل كذلك ما دام الدهر باقياً.

*كاتب كويتي