مع اقتراب الحرب في أوكرانيا من عامها الأول، تدفع كييف الحلفاء الغربيين لتوفير دبابات قتال حديثة في معاركها مع القوات الروسية. وهناك نموذج معين يريده الأوكرانيون - وهو دبابات ليوبارد 2 ألمانية الصنع.
وقد عرضت دول أخرى دبابات مختلفة، مثل بريطانيا، التي وعدت بتقديم 14 دبابة من طراز «تشالنجر 2» في وقت سابق من هذا الشهر. لكن سرعة «ليوبارد 2» وسهولة استخدامها - بالإضافة إلى حقيقة وجود عدد كبير منها في أوروبا بالفعل - جعلتها أكثر جاذبية لكييف.
في بيان الأسبوع الماضي، قال وزيرا الخارجية والدفاع الأوكرانيان إنه بينما رحبوا «بقرار بريطانيا الجريء وفي الوقت المناسب» بإرسال سرب من دبابات تشالنجر 2، فإنها «لم تكن كافية لتحقيق أهداف عملياتية». واستمرا في مناشدة الدول «التي لديها دبابات ليوبارد 2 في الخدمة» لإرسالها إلى أوكرانيا.
بالنسبة لبرلين، أصبح التركيز على الدبابات يمثل صداعاً جيوسياسياً - وقد رفضت حكومة المستشار الألماني أولاف شولتز حتى الآن الدعوات لتصدير (ليوبارد 2). على الرغم من أن وزيرة الخارجية الألمانية «أنالينا بربوك» قالت هذا الأسبوع في مقابلة مع التلفزيون الفرنسي، إن حكومتها «لن تقف في الطريق» إذا طلبت بولندا إرسال دباباتها من طراز ليوبارد 2 إلى أوكرانيا.
لكن لماذا الدبابة «ليوبارد 2»، ولماذا تقول أوكرانيا، إنها بحاجة إليها.
- لماذا تفضل أوكرانيا ليوبارد 2؟
تم تقديم ليوبارد 2 لأول مرة في عام 1979 وتم تطويرها مرات عدة منذ ذلك الحين، واكتسب سمعة كواحدة من أفضل دبابات القتال الرئيسية في العالم. آنذاك صُممت هذه الدبابة من قبل مصنع إنتاج الأسلحة الألماني الغربي «كراوس-مافي واجمان Krauss-Maffei Wegmann لتحل محل دبابة ليوبارد الأصلية، التي دخلت الخدمة في عام 1965. تعد ليوبارد 2 أكثر تقدماً من العديد من الدبابات التي تعود إلى الحقبة السوفييتية التي أرسلتها كل من القوات الروسية والأوكرانية.
حتى الإصدارات القديمة من الدبابة، فهي تحتوي على أنظمة بصرية حديثة، بما في ذلك التصوير الحراري، والتي تسمح لها بالعمل ليلاً ونهاراً، بالإضافة إلى التكبير وجهاز تحديد المدى بالليزر لتتبع الأهداف. كما صُممت الدبابات للتحرك بسرعة، حيث تبلغ سرعتها القصوى حوالي 44 ميلاً في الساعة على الرغم من وزنها البالغ 55 طناً، وفقاً للشركة المصنعة.
وتتميز الدبابة «ليوبارد 2» أيضاً بمجموعة متنوعة من الميزات المصممة لحماية الطاقم. كما يتجنب تخزين الذخيرة بطريقة مجزأة خطر الانفجارات المدمرة التي تتعرض لها دبابات (T-72) الروسية، حيث يتم تخزين الذخيرة أسفل الطاقم.
يتم تشغيل الخزان بوساطة محرك ديزل، والذي يسهل نسبياً إعادة التزود بالوقود، ويمنح السيارة نطاقاً ممتداً يصل إلى حوالي 210 أميال على الطريق. كما أنها تستخدم ذخيرة «الناتو» القياسية عيار 120 ملم، والتي ستتيح لأوكرانيا فرصة الوصول إلى مجموعة أكبر من الموردين مقارنة بالدبابات الحالية، والتي تتطلب 125 ملم.
- كم يبلغ عدد دبابات ليوبارد 2 وأين توجد؟
يقدر الباحثون أن هناك أكثر من 2000 دبابة «ليوبارد 2» في أوروبا. ويُعتقد أن نصفها وأكثر من طُرُز 2A4 و2A5 الأقدم، بما في ذلك أكثر من 200 دبابة مخزنة في ألمانيا نفسها، وفقاً للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.
قال متحدث باسم مجموعة «ريمنتال» Rheinmetall الألمانية للأسلحة لوسائل إعلام محلية، يوم الثلاثاء، إن الشركة قد تسلم 139 دبابة من طراز «ليوبارد» إلى أوكرانيا إذا لزم الأمر، على الرغم من أن بعضها لن يصل حتى نهاية العام أو أوائل عام 2024.
وقد تم إرسال العديد من تلك الدبابات التي تم تصديرها بالفعل من ألمانيا إلى الدول الأوروبية أو الدول الأعضاء في «الناتو» مثل كندا وتركيا. أما الدول الأخرى التي اشترت دبابات ليوبارد 2، فتشمل سنغافورة وتشيلي وقطر.
ويرجع السبب جزئياً في تركيز أوكرانيا على «ليوبارد 2» إلى أنه يوجد الكثير في أوروبا، حيث يمكن نقلها إلى ساحة المعركة بسهولة نسبية. ولكن بموجب الاتفاقيات مع الدول المشترية، يجب على الحكومة الألمانية التوقيع على أي تحويلات.
في مذكرة نُشرت في سبتمبر الماضي، دعا المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية الدول الغربية إلى دعم خطة لإرسال ليوبارد 2 إلى أوكرانيا، قائلاً إنه «كلما تبرعت الدول بالدبابات، سيكون من الأسهل تقاسم عبء منحها».
- ماذا عن البدائل، بما في ذلك الدبابة «إم1 أبرامز» الأميركية؟
عندما يتعلق الأمر بالدبابات القتالية الرئيسية، فإن «ليوبارد 2» لديها منافس رئيسي واحد، هو الدبابة «إم 1 أبرامز» أميركية الصنع.
تتمتع الدبابة «إم 1 أبرامز» التي دخلت الخدمة منذ عام 1980 بمواصفات مشابهة لتلك التي تتمتع بها «ليوبارد 2»، ولكن هناك بعض المزايا الواضحة. تحتوي الإصدارات الحديثة على طبقات من حماية دروع اليورانيوم المستنفد والتي توفر فوائد كبيرة للطاقم بالداخل.
في مكالمة هاتفية في وقت سابق من هذا الشهر، اقترح المستشار الألماني أولاف شولتز على الرئيس بايدن أنه من أجل أن تفرج ألمانيا عن مجموعة من دبابات «ليوبارد 2» لأوكرانيا، يجب على واشنطن إرسال «إم1 أبرامز».
ومع ذلك، جادلت إدارة بايدن بأن الدبابات الأميركية الصنع لها عدد من العيوب بالنسبة لساحة المعركة في أوكرانيا. فهي تستخدم وقود الطائرات، وهو أكثر صعوبة بكثير في الحصول عليه مقارنة بالديزل الذي تستخدمه «ليوبارد 2»، على الرغم من أن الدبابة كانت تزن 60 طناً، فقد ازداد وزنها على مر السنين، ويمكن أن تزن الإصدارات الجديدة منها ما يقرب من 75 طناً، مما يضيف صعوبات لوجستية. هذا وزن كبير للقيادة فوق جسر، على سبيل المثال. وقال مسؤولون أميركيون للصحافيين، إن هذه الدبابة تحتاج إلى متطلبات صيانة معقدة، وتتطلب كذلك تدريباً متخصصاً.
آدم تايلور*
*صحفي متخصص في الشؤون الخارجية

ويليام نيف**
**صحفي متخصص في ومقاطع الفيديو

دانيال وولف***
*** مراسل في صحيفة «واشنطن بوست»
ينشربترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسنج آند سينديكيشسن»