الشباب هم الثروة الحقيقية التي تراهن عليها الدولُ في نهضتها وبنائها، وكلّما كانوا مؤهَّلين صاروا أقدر على المشاركة بفاعلية في بناء الأوطان في المجالات كافة، وأصبح لهم دورٌ أبرز في نهضة حاضر البلاد وتحديد مستقبلها.

والاهتمام بالشباب وطموحاتهم وتأهيلهم في دولة الإمارات ليس وليد اللحظة، بل هو اهتمام راسخ في قلب مؤسس الدولة وباني نهضتها، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أولى هذه الفئة جُلّ اهتمامه ورعايته، وخاطب عقولهم، وحفّزهم على العمل بجدّ واجتهاد من أجل رفعة الوطن. ويمثّل الاستثمار في الشباب أولوية كبرى لدى القيادة الرشيدة، التي تؤمن بأن تأهيل الشباب وتمكينهم بشكل علمي ومهني ضرورة لتعزيز دورهم في مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة، ممّا يعكس الاهتمام الاستثنائي بهذه الفئة المحورية، والعمل على تعزيز مشاركتهم في مختلف مواقع العمل الوطني، لأنهم طاقة كبيرة وخلّاقة.

وإيماناً من القيادة الرشيدة بأن الدول التي تسعى إلى القمة والصدارة هي التي تستثمر في شبابها وطاقاتهم، وتُوجّههم الوِجهة الصحيحة، جاء الاستثمار في الشباب وتوفير كل الظروف التي تتيح لهم الانخراط بفاعلية في تنمية المجتمع وتطوره، من خلال توفير تعليم عصري متقدّم وأكثر ارتباطاً باقتصاد المعرفة، ومراكز تدريب وتأهيل متطورة، فضلاً عن إطلاق مبادرات تستهدف تنمية مهارات الشباب القيادية، كل ذلك من أجل إعداد جيلٍ من الشباب يمتلك القدرة على تحمّل المسؤولية والقيادة في مختلف مؤسسات الدولة.

ولأن الشباب عنصر رئيسي في تنفيذ أهداف رؤية الإمارات 2030، فإن الحكومة تواصل الجهود، من خلال استراتيجيات استشرافية وخطط عملٍ رصينة، لتوظيف قدرات الشباب وطاقاتهم في سبيل تمكينهم من مواصلة مسيرة الإنجاز لتحقيق الرؤية بأن تكون الإمارات أفضل بلد في العالم. وتهدف الاستراتيجية الوطنية لتمكين الشباب إلى تعزيز جسور التعاون مع هذه الفئة المهمة، بهدف زيادة المشاركة الشبابية في مسيرة التنمية والتطور التي تشهدها الدولة.

وفي «عام الاستدامة» يأتي دور الشباب للعمل، بكل ما أوتوا من قوة، على توظيف التقنية الحديثة في ربط الماضي بالحاضر، والنظر بشغفٍ إلى مستقبلٍ مستدام في مجالات الحياة كافة، ليكونوا مُسهِمين حقيقيّين في بناء دولتهم ورفعة شأنها، فهم أمل الإمارات، وسرّ نهضتها وصنّاع مستقبلها، والقادرون على تحقيق أهدافها، ومن خلال أطروحاتهم وآرائهم وأفكارهم المبدعة يُبنى مستقبلٌ مشرقٌ ومزدهرٌ للأجيال التي تأتي من بعدهم.

*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.