ليس من باب الصدفة أن تكون دولة الإمارات واحدة من أكثر دول العالم جذبًا، ليس على صعيد واحد أو في مجال واحد، بل في المجالات الحياتية على تنوعها واختلافها، فهي الأكثر جذبًا للاستثمار، والسياحة بأغراضها المتنوعة، والعمل والبحث عن الفرص، وغيرها الكثير، وهذا نتاج مجموعة من العوامل في مقدّمتها ما تتميّز به من أمن وأمان واستقرار، وما يشعر به كلُّ من يطأ أرضها من سكينة وراحة وطمأنينة.

هذه الميزة هي أساس وركيزة وقاعدة لكل ما يبحث عنه الإنسان، فمن دون الأمن والأمان لا يمكن للحياة أن تستقيم، ولا للعقل أن يُبدع ولا حتى أن يفكّر بطريقة سويّة، لأن السلامة النفسية والجسدية هي أولى الأولويات عند الناس كلّهم، وأن يتمكن الفرد من ممارسة حياته وهو لا يخشى تهديدًا على نفسه وأسرته وماله، هو الثابت الذي لا يختلف عليه اثنان لحياة سعيدة ومستقرة، وكل ذلك وأكثر يتوافر على هذه الأرض الطيبة، التي باتت اليوم مهوى الأفئدة، ومحطّ الأنظار من شتى بقاع العالم.

ولا شكّ أن وراء تحقيق هذه النعمة الكبيرة والمحافظة عليها، رؤية حكيمة ونظرة سديدة لقيادة أرادت على الدوام لوطنها وشعبها أن يكونوا في المقدمة، وأن ينافسوا على الأفضل، فأولت هذا الجانب الحيوي اهتمامًا بلا حدود، معتمدة في ذلك على عقول وسواعد أبناء الوطن الذين استلهموا هذه الرؤية وآمنوا بها وأخلصوا العمل، وكانوا العين الساهرة واليد الطولى التي تحرس سور الوطن وتدفع الخطر، بل وتسبقه في كثير من الأحيان، وتقضي عليه قبل خروجه من وكره. ولأن الأمور تقاس بنتائجها ولأن للنجاح مؤشراته ودلالاته، فقد جاءت الشهادات العالمية في أكثر من محفل ومناسبة تؤكّد أن الإمارات بلد الأمن والأمان، وأحدثها احتفاظها للسنة الرابعة على التوالي بالمركز الأول في مؤشر الإرهاب العالمي، لتكون بالفعل من أكثر الدول أمانًا ومن أنجحها في مكافحة الأنشطة الإرهابية والمتطرفة، وبمستوى «منخفض جدًّا» لمخاطر انتشار النشاط الإرهابي، وذلك بشهادة معهد الاقتصاد والسلام الدولي المسؤول عن المؤشر. يستحقّ شعب الإمارات أن يكون أسعد شعوب العالم، وأن يفاخر الدنيا كلّها بوطنه وبانتمائه إليه، فالسعادة إنجازات تتراكم يومًا بعد آخر في مجالات الحياة كلّها وفي مقدّمتها الأمن والاستقرار، اللذان تبنى عليهما المجالات الأخرى بما فيها الاقتصاد والصحة والتعليم والبنى التحتيّة، والتي نالت فيها إمارات الخير العلامة الكاملة أيضًا حتى أصبحت من بين الأفضل والأكثر تطورًا على مستوى العالم، والتي ستظل بانتماء أبنائها وإرادتهم التي تلين، واحةً للعيش الرغيد.

*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.