حين اختار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، اسم «مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل»، ليكون عنواناً لمنتدى يجمع شباب الوطن، فإن سموه قد حدَّد بذلك واحدة من الركائز الأكثر أهمية وتأثيراً في التجربة الإماراتية الملهمة لبناء دولة عصرية قادرة على المنافسة والتفوق في مجالات السياسة والاقتصاد والتعليم والإنجاز المعرفي والتكنولوجي وامتلاك مصادر القوة.

وتتمثل هذه الركيزة في اتخاذ المستقبل وجهة دائمة ومعياراً لكل الخطوات التي تُتخذ في شتى المجالات، وعنصراً أساسيّاً من عناصر تقييم الاستراتيجيات والرؤى والخطط التي كان المستقبل غايتها وهدفها. كان المستقبل نصْب عينَي القيادة الرشيدة منذ قيام الدولة، حيث يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله: «سنواصل استشراف المستقبل والتخطيط له، وسنمضي في إطلاق المبادرات الوطنية نحو مزيد من الإنجاز وترسيخ مكانة دولة الإمارات عالميّاً».

ويؤكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، هذه الرؤية، مشدِّداً سموه على «صناعة المستقبل»، بقول سموه إن «المستقبل سيكون لمن يستطيع تخيّله وتصميمه وتنفيذه.. المستقبل لا يُنتظر.. المستقبل يُمكن تصميمه وبناؤه اليوم». وكانت هذه المعاني حاضرة أمام أعين العالَم كله، خلال «منتدى دافوس»، أحد أهم المنتديات العالمية التي تصل أصداؤها إلى أركان المعمورة، إذ شارك ثلاثة من وزراء الدولة، الخميس 19 يناير 2022، في عرض جوانب من تجربة الإمارات في «صناعة المستقبل»، وهم معالي عهود بنت خلفان الرومي وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل، ومعالي سارة بنت يوسف الأميري وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة رئيسة مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، ومعالي عمر بن سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد.

وتكشف المسمّيات الوزارية وطبيعة المهام التي يضطلع بها الوزراء عن أنها تتصل حصراً بالمستقبل ومفرداته وأدواته، والآفاق التي يمكن ارتيادها من أجل ضمان تحقيق الهدف الاستراتيجي بأن تصبح دولة الإمارات أفضل دولة في العالم عام 2071، بل إن هذا الهدف قد يتحقق قبل ذلك التاريخ، بالنظر إلى الوتيرة التي يمضي بها العمل نحو تحقيقه.

لقد قدَّمت كلمات معالي الوزراء الثلاثة صورة دقيقة وموثقة لرؤية الإمارات للمستقبل، من خلال عدد كبير من المؤشرات والتقييمات الدولية ذات الصدقية العالية، على النحو الذي لا يجعلها صانعةً للمستقبل داخل حدودها فحسب، بل «لاعباً رئيسيّاً وشريكاً عالميّاً موثوقاً به في صناعة مستقبل مستدام للعالم»، كما قالت معالي عهود الرومي خلال كلمتها في المنتدى.

* عن نشرة «أخبار الساعة»الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.