مع مطلع سنة 2023 أتمنى لكل قرائي سنةً سعيدةً وللجميع الصحة والهناء والرخاء. وسنتوقف في هذه المقالة عند أهم محطات سنة 2022 في الساحة الدولية. وكنا قبل عامين قد ودّعنا بعض أكثر السنوات الصعبة المليئة بالمفاجآت والمنغصات بسب تداعيات أزمة كوفيد التي غيّرت العالَم والنظامَ العالمي والمجتمعات وطبيعة العيش، كما لم يحصل منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ففي غضون أشهر معدودات شلَّ وباء فيروس كورونا المستجد المدنَ والبلدان والقارات وأوقف عجلةَ الاقتصاد وحجرَ ما يزيد عن أربعة مليار إنسان في مساكنهم، وأودى الوباء بأرواح أكثر من مليون ونصف مليون نسمة وأصيب ما لا يقل عن 72 مليون شخص بهذا الفيروس. 
- عقدت الجمعيةُ العامة للأمم المتحدة اجتماعَها السنوي حضورياً للمرة الأولى بعدما كان يُجرى عبر الإنترنت في العامين الماضيين بسبب أزمة وباء كوفيد-19، وفي غياب الرئيسين الروسي والصيني، وألقى نحو 150 رئيس دولة أو حكومة خطاباتِهم، وغلبت على هذا الاجتماع انقسامات بسبب التباين في مواقف الدول من الحرب في أوكرانيا، وبسبب المظاهر العنيف للتغير المناخي كما تبدت خلال الأشهر الأخيرة في مختلف أنحاء العالم، علاوة على انعدام الأمن الغذائي العالمي، والتخوف من المستقبل، والانقسام والتمييز والفقر وانعدام المساواة.. إلخ. 
-ومع إطلاق العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا أظهرت للعالم مجدداً، وبخاصة الأوروبيين، قيمة السلم والأمن والسلام، وأهمية الدور الذي تطلع به الدول المصدِّرة للقمح والغاز والبترول، وقيمة بعض المناطق الجغرافية كالبحر الأسود الذي يُعد شرياناً رئيسياً لحركة السلع عند مفترق طرق أوروبا وآسيا، إذ تطل ست دول على البحر الأسود، إلا أنه يمثل أهميةً بالغة للعديد من البلدان الأخرى وراء، بسبب تجارة الطاقة والصلب والمنتجات الزراعية.
-كما سمح «التهديد الروسي» أيضا بنظرة جدية من لدن أوروبا تجاه أمنها العسكري وضرورة استثمارها في هذا المجال، بعد أن ظل محطة انتقادات لا متناهية من جانب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. 
-هبط سعر صرف اليورو إلى ما دون عتبة الدولار الأميركي الرمزية للمرة الأولى منذ نشأة العملة الأوروبية الموحدة عام 2002. وقد تأثرت العملة الأوروبية الموحدة بتأجج المخاوف من الوقف التام لصادرات الغاز الروسية إلى أوروبا. وبالطبع فإن هبوط اليورو إلى أدنى مستويات سعر صرفه لا بد أن يخلف تداعيات وانعكاسات على أصعدة عدة كالتضخم والقدرة الشرائية للعائلات والشركات والنمو والديون والبنك المركزي الأوروبي. 
- عاش العالَمُ أصداءَ صيحات نشوة الفوز والفرح ودوي أبواق السيارات وشظايا الألعاب النارية والمفرقعات ورفع الأعلام المغربية، بعد أن نجح المنتخب الوطني المغربي في الوصول إلى دور نصف النهائي لأول مرة في تاريخه وفي تاريخ أفريقيا والعالم العربي، عقب تفوّقه على منتخب البرتغال بهدف نظيف، وقبل ذلك استطاع الوصول إلى دور ربع نهائي «المونديال» بعد الفوز على المنتخب الإسباني. إنهم الشباب المغاربة الذين أبهروا العالَم، وأبرزوا قوةَ الماكينة المغربية والعربية والأفريقية وقدرتَها على الفوز.

*أكاديمي مغربي