شاهد الرئيس الأميركي جو بايدن مباراة المغرب وفرنسا في مونديال قطر، مشيداً بالأداء «الرائع» لمنتخب «أسود الأطلس» خلال البطولة، وقال بايدن في تغريدة على موقع «تويتر» بعد مباراة نصف النهائي: «لقد كان شرفاً عظيما أن أشاهد المباراة إلى جانب رئيس الوزراء المغربي السيد عزيز أخنوش.. بغض النظر عن الفريق الذي تشجعه، فإن ما حققه هذا الفريق رائع». وأرفق بايدن تغريدته بصورته وهو يجلس على كرسي ومحاطاً بقادة آخرين وأمامهم شاشة تنقل المباراة. 
وقبل أن يأخذ «استراحة» كرة القدم هذه، حرص الرئيس الأميركي على تناول المباراة في خطابه أمام جمهور متعاطف إلى حد كبير مع أول منتخب أفريقي وعربي يصل إلى هذه المرحلة من كأس العالم.. واختصر خطابَه خلال القمة قائلا أمام حوالي خمسين رئيس دولة وحكومة من بينهم رئيس ليبيريا، جورج وياه نجم كرة القدم السابق، قال: «أعلم أنكم تقولون في أنفسكم أوجز يا بايدن، هناك مباراة نصف نهائي بعد قليل، أدرك ذلك». 
وتحسب للرئيس الأميركي هذه الخطوة التي من خلالها أفهمَ العالَمَ قوة أفريقيا من خلال منتخب «أسود الأطلس» الذي كان على أدائه الكروي إجماع عالمي، وعلى تصرفاته الأخلاقية إشادة عالمية كذلك، وفهم الرئيس الأميركي أن الصداقات تتكون من خلال هذه الخطوات، وأنه يجب فهم واحترام ثقافة الآخر ودينه.. وهذا ما لخّصته صحيفة «الغارديان» البريطانية، عندما كتبت منذ أيام أن ممارسةَ المغاربة لطقوس دينية أثناء مباريات كأس العالم (قطر 2022) وفخرهم بالإسلام «يجب أن يلهمنا جميعاً». وذكرت الصحيفة في تقرير مطول أنه «قبيل ركلات الترجيح في دور الستة عشر بين المغرب وإسبانيا، تلا اللاعبون المغاربة سورة الفاتحة، وبعد تأمينهم العبورَ إلى دور ربع النهائي، ركض الفريق نحو الجمهور وقام بالسجود». وأشارت إلى أن المغاربة من خلال هذه الممارسات «لم يعلنوا للعالَم فخرهم بكونهم مغاربة فقط، بل فخرهم بالإسلام أيضاً، والذي ألهم احتفالات بنشوة النصر في جميع أنحاء العالم الإسلامي». وأوضحت الصحيفة أن «رؤية اللاعبين المغاربة على شاشات التلفزيون العالمية وهم يطبّقون تعاليمَ الله بتكريم أمهاتهم اللواتي كن يرتدين الحجاب، لم يكن جميلا ومؤثراً وراقياً فحسب، بل كان مهماً ومبلوِراً لجوهر المنافسة الدولية». واعتبرت أن مونديال كرة القدم يعد فرصةً لـ«التعرف على الثقافات المختلفة والاحتفال بالتنوع لجعل العالم مكاناً أفضل». 
ما قام به الرئيس الأميركي وهو يشاهد مباراة المغرب مع فرنسا كان محطةَ إشادة بالكرة الأفريقية والعربية والإسلامية، وكان ذلك في إطار قمة أميركية أفريقية احتضنتها واشنطن، وشارك فيها نحو 50 من القادة الأفارقة، إذ تحاول الولايات المتحدة تدارك تأخر تواجدها الفاعل في القارة الأفريقية وإيقاف المد الصيني والروسي في هذه القارة التي يتعدى عدد سكانها 1.3 مليار نسمة ويشكلون نحو 15% من سكان العالم. 

*أكاديمي مغربي