كانت استطلاعات الرأي التي سبقت انتخابات 2020 غير دقيقة تماماً، مع التقليل من تقدير هامش التصويت للرئيس السابق دونالد ترامب بنحو خمس نقاط مئوية، وهو أعلى خطأ في 20 عاماً على الأقل، وفقاً للجمعية الأميركية لأبحاث الرأي العام. كان أحد الأسباب المحتملة لأخطاء عام 2020 هو ما أطلق عليه الخبراء تحيز عدم الاستجابة، حيث شارك «الديمقراطيون» في استطلاعات الرأي بمعدلات أعلى من «الجمهوريين». وقد حاولت العديد من استطلاعات الرأي قياس وتصحيح عدم الاستجابة الحزبية، لكن هذه التعديلات كانت أبعد ما يكون عن الكمال، وسيستغرق الأمر وقتاً لمعرفة مدى فعاليتها في تقليل الخطأ على المدى الطويل. لم تكن دقة استطلاعات 2022 واضحة إلى أن تم فرز الأصوات في 8 نوفمبر.

ولكن حتى استطلاعات الرأي غير الدقيقة يمكن أن تقدم معلومات مفيدة حول كيف ولماذا يتخذ الناخبون قراراتهم هذا الخريف. فيما يلي بعض التوجيهات حول كيفية تحقيق أقصى استفادة من استطلاعات الرأي في أي انتخابات مقبلة، خاصة أن تجربة انتخابات التجديد النصفي لعام 2022، لا تزال أصداؤها قائمة.

1- لا تقلل من شأن التصدر بقدر ضئيل أو التغييرات. بينما قد ترى تقارير عن مرشحين «يتقدمون بثلاث نقاط» في استطلاعات رأي فردية، فإن هذا لا معنى له سوى القول بأن المنافسة تنافسية للغاية. الشيء نفسه ينطبق على استطلاعات الرأي التي وجدت أن دعم المرشح قد زاد أو انخفض ببضع نقاط من استطلاع سابق. والسبب في هذه التناقضات الصغيرة هو أن قلة قليلة من استطلاعات الرأي قبل الانتخابات تكون دقيقة بما يكفي لقياس هذه الاختلافات.

بينما يجري مكتب الإحصاء مقابلات مع 60 ألف أسرة شهرياً لقياس التغييرات التي تقل عن 1% في معدل البطالة في البلاد، فإن معظم استطلاعات الرأي قبل الانتخابات تقابل 1000 ناخب أو أقل. حتى لو افترضنا (بشكل غير واقعي) أن الاستطلاع قد وصل إلى عينة عشوائية مثالية من الأميركيين أو الناخبين المسجلين، فإن استطلاعات الرأي النموذجية الخاصة بالانتخابات تحمل هوامش خطأ في أخذ العينات تتراوح بين 3 و 5 نقاط مئوية.

يحتاج القراء أيضا إلى تذكر تطبيق هامش الخطأ على كلا المرشحين في سؤال حول تفضيل الناخبين، لذلك يجب أن يكون التقدم المتوقع في الواقع أكبر بمرتين من هامش الخطأ هذا ليكون ذا دلالة إحصائية. والخطأ في أخذ العينات هو نوع واحد فقط من الخطأ؛ يعد خطأ عدم الاستجابة والخطأ المرتبط بكيفية قياس تفضيلات الناخبين من العوامل أيضاً، ولكن يصعب تقديرها.

2- تصفح صفحة نتائج الاستطلاع الكاملة تركز القصص الإخبارية وتقارير الاستطلاع على أكثر النتائج لفتاً للانتباه في استطلاع الرأي - بما في ذلك من يتصدر بشكل عام وبين المجموعات الرئيسية. لكن استطلاعات الرأي تطرح العديد من الأسئلة الأخرى التي يمكن أن تمنحك فهماً أكثر ثراءً لمواقف الناخبين. يمكنك غالبا العثور على المزيد من الأسئلة حول الآراء من خلال النقر على النتائج الكاملة للاستطلاع. هناك، قد تجد آراء حول قضايا الحملة مثل التضخم أو الإجهاض أو تغير المناخ.

3- انظر إلى رأي الناخبين في المرشحين غالبا ما تقيس استطلاعات الرأي ما إذا كان لدى الناخبين وجهة نظر إيجابية أو غير مواتية للمرشحين، بالإضافة إلى طرح أسئلة محددة تختبر نقاط القوة والضعف لدى المرشحين. توضح هذه النتائج كيف يتفاعل الناخبون مع الحملة وتساعد في تفسير سبب تقدم المرشحين أو تأخرهم في الدعم العام، بالإضافة إلى التحديات التي يواجهونها في الأسابيع الأخيرة من الحملة. وقد تكون التصنيفات الإيجابية مؤشراً على المرشح الذي سيميل إليه الناخبون الذين لم يحسموا أمرهم، لكنها مهمة أيضاً في فهم ما إذا كانوا يدعمون مرشحهم المفضل لأنهم يحبونه - أو لأنهم لا يحبون خصمه.

4- معرفة المؤيدين الأكثر حماساً لمرشحيهم بلغت نسبة المشاركة أعلى مستوياتها في قرن من الزمان في انتخابات العامين الماضيين. لكن رغم ذلك، لم يصوت نصف الناخبين المؤهلين في انتخابات التجديد النصفي لعام 2018.

عادةً ما تسأل استطلاعات الرأي التي تسبق الانتخابات المستجيبين عن مدى احتمالية تصويتهم، مما يوفر مؤشراً مفيداً عن أنواع الناخبين الأكثر التزاماً بالتصويت. في استطلاع على مستوى الوطن أجرته واشنطن بوست وإيه بي سي نيوز الشهر الماضي، قال 76% من الناخبين المسجلين الذين دعموا «الجمهوريين» لعضوية الكونجرس إنهم سيصوتون بالتأكيد مقارنة بـ 74% ممن يدعمون«الديمقراطيين»، وهو فارق ضئيل من الناحية الإحصائية. وقد أظهرت استطلاعات الرأي الأخرى الأخيرة تفوقاً طفيفاً في الحافز للتصويت لدى «الجمهوريين».

5- مقارنة النتائج لاستطلاعات الرأي من الانتخابات السابقة يمكن أن تشير مقارنة استطلاعات الرأي الجديدة مع تلك من الانتخابات السابقة إلى تحولات كبيرة بين مجموعات مختلفة من الناخبين. سلطت صحيفة «واشنطن بوست» الضوء مؤخراً على استطلاعات الرأي الأخيرة التي أظهرت أن الديمقراطية «ستايسي أبرامز» تحظى بمتوسط ​​دعم 83% بين الناخبين السود في انتخابات جورجيا لمنصب الحاكم.

هذه أغلبية ساحقة، لكنها أقل من عام 2018 عندما أظهرت استطلاعات يوم الانتخابات أن ما بين 93 و 94% من الناخبين السود يؤيدونها. 6- كن حذراً من القيم المتطرفة واستطلاعات الرأي التي ترعاها الحملة يضيف كل استطلاع جديد عادة المزيد من المعلومات لفهمنا للرأي العام.

لكن هناك قدراً كبيراً من التباين العشوائي في استطلاعات الرأي - بالإضافة إلى الاختلافات في المنهجية – ومن الممكن التشكيك في الاستطلاعات التي تظهر نتيجة مختلفة تماماً عن البيانات الحديثة الأخرى. أخيراً، كن حذراً بشأن استطلاعات الرأي التي يرعاها المرشحون أو مجموعات المناصرة. حتى إذا تم إجراء مثل هذه الاستطلاعات في بعض الأحيان باستخدام أساليب الجودة، فغالباً ما يتم إصدارها بشكل انتقائي عندما تكون النتائج مفيدة لمرشحهم المفضل.

سكوت كليمينت*

*مدير الاقتراع في صحيفة «واشنطن بوست»

*ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست نيوز سينديكيت»