لطالما عُرفت منطقة خليج سان فرانسيسكو بأنها موطن شركات التكنولوجيا الكبرى والثروة الهائلة التي خلقتها الصناعة. لكن أثناء وباء «كوفيد-19»، ومع انتقال العمال والشركات إلى مكان آخر، شهدت سان فرانسيسكو أكبر انخفاض في متوسط ​​دخل الأسرة بين المناطق الحضرية الكبرى في الولايات المتحدة، وفقاً لبيانات مكتب الإحصاء الفيدرالي. ووفقاً لتقرير تعداد هذا الشهر، فقد انخفض متوسط ​​دخل الأسرة في منطقة العاصمة التي تشمل سان فرانسيسكو وأوكلاند وبيركلي، من 122,551 دولاراً في عام 2019 إلى 116,005 دولاراً في عام 2021.
كان الانخفاض البالغ 5546 دولاراً، أو ما نسبته 4.6%، أكبر انخفاض من حيث المبلغ والنسبة المئوية بين أكثر 25 منطقة حضرية اكتظاظاً بالسكان في البلاد. وكانت ثاني أعلى منطقة في مدينة نيويورك، التي شهدت انخفاضاً بنسبة 4.2% (أي3321 دولاراً) في متوسط ​​دخل الأسرة. وشهدت منطقة واشنطن العاصمة انخفاضاً بنسبة 1.4%، من 111,974 دولاراً في عام 2019 إلى 110,355 دولاراً في عام 2021.
وكانت أكبر قفزة في كلا الاتجاهين في منطقة فينيكس الحضرية مترامية الأطراف، حيث قفز متوسط ​​دخل الأسرة بنسبة 5.2%، من 71,954 دولاراً في عام 2019 إلى 75,731 دولاراً في عام 2021.
ويتزامن خروج الثروة الجماعي من سان فرانسيسكو مع خسارة المنطقة للسكان خلال الجائحة، والتي كانت أيضاً الأكبر في البلاد، حيث فر العمال إلى مناطق أقل تكلفةً مثل ميامي أو مناطق نائية مثل مقاطعة تيتون، بولاية وايومنج، وقامت بعض الشركات الكبرى، مثل أوراكل وتشارلز شواب، بنقل مقراتها الرئيسية إلى تكساس. وخلال الفترة بين عامي 2020 و2021 فقدت سان فرانسيسكو 54813 شخصاً، أو 6.3% من سكانها، وفقاً لمكتب الإحصاء، وهو أكبر فاقد سكاني في مدينة أميركية كبرى خلال الجائحة.
وتأتي خسارة سكان سان فرانسيسكو في الوقت الذي سمحت فيه العديد من شركات التكنولوجيا، بما في ذلك «تويتر» و«سيلزفورس» و«إير بي إن بي»، لموظفيها بالعمل عن بُعد بدوام كامل. ويأتي ذلك أيضاً في الوقت الذي تكافح فيه المدينةُ الجريمةَ، حيث أصبحت مقاطع الفيديو لحوادث السرقة الوقحة في الصيدليات والمتاجر الفاخرة وقوداً لهجمات اليمين على السياسات الليبرالية. وقد أعلنت عمدة سان فرانسيسكو «لندن بريد» (ديمقراطية) حالة الطوارئ في ديسمبر في حي تندرلوين بالمدينة، المعروف منذ فترة طويلة بانتشار تعاطي المخدرات والتشرد، قائلة إن الوضع هناك «يستدعي استجابة طارئة». وتم عزل تشيسا بودين، وهو أحد المسؤولين عن الانتقادات الموجهة لسياسات اليسار المتطرف بشأن الجريمة، في يونيو من منصبه كمدعٍ عام في سان فرانسيسكو.
ولم يرد مكتب عمدة سان فرانسيسكو على الفور على طلب للتعليق مساء السبت بشأن بيانات التعداد. وعلى الرغم من أن الانخفاض في متوسط ​​دخل الأسرة يمكن أن يتسبب في مشاكل للإيرادات الضريبية مستقبلاً، فإن سان فرانسيسكو تتوقع فائضاً في الميزانية للسنوات المالية 2022-2023 و2023-2024، كما قالت بريد في ديسمبر، بعد أن طلبت من الإدارات «العودة إلى الأمور الأساسية»، وحثتهم على التركيز على التعافي من الجائحة و«استعادة حيوية» سان فرانسيسكو. وفي يوليو وقعت «بريد» على ميزانية 2022-2023 التي «تعطي الأولويةَ للانتعاش الاقتصادي والسلامة العامة والعمال والأسر واحتياجات الصحة السلوكية». كما تم تخصيص 7.2 مليون دولار على مدار عامين لتنظيف حي «تيندرلوين».
ومع تراجع الجائحة، كان وسط مدينة سان فرانسيسكو هو الأبطأ في التعافي بين مدن الولايات المتحدة. ووفقاً لدراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في بيركلي، يبلغ نشاط وسط المدينة 31% من مستويات ما قبل الوباء، وهي الأدنى بين المدن الأميركية الكبيرة ومتوسطة الحجم. 

بريان بيتش
مراسل صحفي

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست نيوز سينديكيت»