الوطن هو الملاذ الآمن للشعب. وفي دولة الإمارات العربية المتحدة نجد أنفسنا كشعب مُحب نحظى بجودة الحياة وهو المفهوم الأسمى الذي يرقى به الوطن من خلال استراتيجيات وخطط الحكومة الاتحادية في دولة الإمارات، ومنها تنبثق «الأجندة الوطنية لجودة الهواء 2031» وهي المُرسخة لمفهوم جودة الحياة من خلال تحقيق بيئة آمنة وصحية وتحد من التلوّث، وتتماشى مع استراتيجيات «مئوية الإمارات لعام 2071».

تتكاتف جهود الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية وكذلك الجهات الخاصة في وضع الخطط التي ترصد «جودة الهواء» في الدولة، وعليه قد اتفقت المؤسسات كافة أجندة تلائم خطط تعزيز جودة الحياة وحددت أربعة موجهات لابد من إنجازها إلى عام 2031 وهي كالتالي: أولاً، الحد من مستويات تلوث الهواء الخارجي ونسبة التعرض لها. ثانياً، تحسين جودة الهواء الداخلي وتقليل مخاطرها على صحة الإنسان.

ثالثاً، خفض مستويات التعرض للروائح المحيطة. وأخيراً، تقليل مستويات الضوضاء والمحافظة عليها ضمن الحدود المسموح بها. وفي هذا السياق، أكدّت المؤسسات كافة المساهمة في تحقيق جودة الحياة، وفق رؤية تعمل على تشريع الممكنات التي تعزز العمل من أجل إحراز نجاح في هذا الهدف، وتأتي كالتالي: أولاً، وجود سياسة ونظام حوكمة متكامل يتضمن إطار عمل مؤسسي واضح لتعزيز التعاون بين الشركاء. ثانياً، تعزيز القدرات الفنية والبشرية ضمن الإدارة الفعالة لجودة الهواء. ثالثاً، تشجيع البحث العلمي والأكاديمي بمجالات الرصد والتخفيف والإدارة. رابعاً، ترويج وتبني تطبيق التكنولوجيا المتقدمة والابتكار. وأخيراً، تسهيل وتوفير الموارد المالية. الإمارات تواصل العمل وفق سياسات واضحة ترسّخ مفهوم جودة الحياة من خلال الخطط الهادفة لتنمية الدولة والحفاظ على بيئتها.

ولم تكتف الدولة بأجندة جودة الهواء فحسب وإنما تطرقت إلى ما هو أبعد أيضاً لضمان استدامة بيئة البلاد، واضعةً القوانين الصحيحة لتفعيل هذا الهدف على أرض الواقع من خلال استراتيجيات مستقبلية تحمي التنوع الحيوي على أرض الوطن ومنها: تطوير مصادر المياه ومواردها، وزيادة المساحات الخضراء في مختلف مناطق الدولة بمدنها وشوارعها، والمحافظة على الثروة السمكية والحيوانية، وتحسين البيئة البحرية.

وكل تلكَ الاستراتيجيات تشهد لها وزارة البيئة والتغير المناخي والتي لها الفضل في وضع هذه الاستراتيجيات الاستشرافية لنماء البلاد ننتمي إلى وطن يعي «جودة الحياة» لينعم شعبه بحياة مستقبلية أفضل للأجيال الواعدة، فنسأل رب العباد أن يحفظ لنا هذا الوطن.

* كاتبة إماراتية