بفضل رؤية الحكومة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، تطوّرت منظومة البحث العلمي كثيراً في الأعوام الأخيرة من نواحٍ عدَّة، فمثلاً من الناحية التشريعية تُوجَد مؤسسات مختصة في مجال التشريعات والحوكمة البحثية، مثل مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة في إمارة أبوظبي الذي أُسّس في عام 2020، ومجلس الإمارات للبحث والتطوير، على المستوى الاتحادي، في عام 2021.
ومن الناحية البحثية العمليَّة، نجد أعداد المراكز البحثية المستقلة التي تركّز على البحث العلمي، في ازدياد بكل إمارات الدولة، فثمَّة مراكز بحثية ذات منتوج علمي عالي المستوى، مثل معهد الابتكار التكنولوجي، ومركز البحوث والتطوير - هيئة كهرباء ومياه دبي.
ونجد أيضاً مراكز بحثية جديدة ينتظرها مستقبل واعد، ولا سيَّما في البحوث التطبيقية، مثل مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، ومركز الفجيرة للبحوث، ومختبرات دبي للمستقبل، كما نجد مراكز بحثية متخصصة تندرج تحت مظلة الجامعات، وهذه المراكز في ازدياد بجامعات الدولة الرائدة، مثل جامعة خليفة، وجامعة الإمارات العربية المتحدة، والجامعة الأميركية في الشارقة.
ويجب ذكر المبادرات البحثية المتميزة التي أطلقتها مراكز بحثية عدَّة، مثل مبادرة «مفكّرو الإمارات» في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، وبرنامج «الباحث» الذي أطلقه مركز البحوث والتطوير التابع لهيئة كهرباء ومياه دبي.
ولأننا نؤمن بالصدارة دوماً -كما تعلّمنا من قيادتنا الرشيدة- فإننا نسأل هنا: ماذا نستطيع أن نفعل لتطوير حركة البحث العلمي أكثر؟ الجواب ببساطة هو توحيد الجهود، إذ سيكون من المفيد وجود مظلّة تضم كل جهود البحث العلمي والمراكز البحثية، سواء على صعيد المختبرات، أو الموضوعات البحثية، أو الكوادر البشرية.
وقد يكون إطلاق مؤتمر سنوي بعنوان «المؤتمر السنوي لمناقشة جهود البحث العلمي في الإمارات» بداية طيّبة، وبوابة للتعاون العلمي المشترك بين المراكز البحثية (الأكاديمية أو الصناعية)، وسيوفر ذلك -بلا شك- مصروفات البحث العلمي من خلال المختبرات المشتركة، فتزداد حركة البحث العلمي التطبيقي، ويزداد معها عدد براءات الاختراع وحقوق الملكية الفكرية للتكنولوجيا والشركات الناشئة، بجانب المنشورات العلمية، ما يسهم في دعم اقتصاد المعرفة بدولة الإمارات. كما نستطيع توحيد جهود البحث العلمي عن طريق العضوية المؤسسية للمراكز البحثية تحت مظلة المجالس البحثية التشريعية، مثل مجلس الإمارات للبحث والتطوير. 

*باحث أكاديمي في جامعة نيويورك أبوظبي.