اللغة هي الوعاء الاجتماعي والثقافي، واللغة العربية لغة الوطن والمكون الأساسي للهوية والانتماء. وهي محور تفاعلات التواصل بين أفراد المجتمع لتشكل شخصيته المستقلة. اللغة العربية لغة التواصل والتفاهم والاتصال، وحباها الله بأن جعلها لسان قرآنه الكريم، فقد انتشرت بانتشار الإسلام في بقاع العالم. والناطقون بالعربية من غير العرب، أحبوها، وتعلق بها المسلمون وأبدعوا فيها.
وقد صُنفت العربية بين اللغات السّتَ في الأمم المتحدة، وظلت تحتل مرتبة مميّزة بين اللغات العالمية، فحافظت على كيانها وموقعها وأهميتها لم تتراجع. اللغة العربية، وعلى إثر انتشار الإسلام، وتأسيسه دولاً، علا شأنها وتعززت مكانتها وأصبحت لغة السياسة والعلم والأدب لقرون طويلة في المناطق التي حكمها المسلمون.
وأثّرت العربية في كثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي، كالتركية والفارسية، والكردية والأوردية والماليزية والإندونيسية والألبانية، وبعض اللغات الأفريقية كالهاوسا والسواحلية.
كما أثرت في بعض اللغات الأوروبية وخاصة المتوسطية منها كالإسبانية والبرتغالية والمالطية. كما تُدرس اللغة العربية في كثير من الدول الإسلامية والدول الأفريقية المحاذية للوطن العربي. كذلك تُدرس في تشاد وإريتريا وإسرائيل. وتدرس في أهم الجامعات الأميركية.
تُعد اللغة العربية ثاني لغة في كوريا الجنوبية. والصين تهتم بتعليم اللغة العربية على مستوى الجامعات وقد ساعد انتشار اللغة العربية وتصفحها في إدراج اللغة العربية في استخدامات الحاسوب على يد الجزائري «بشير حليمي»، الذي درس في اليابان.

اتساقاً مع هذا النهج، يورد الدكتور «السيد ولد أباه» في مقاله بالاتحاد «اللغة العربية..الرابطة العالمية للعروبة» إنه كان الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتران يقول: إن «فرنسا لم يبق لها من أدوات ريادتها العالمية إلا لغتها، التي هي اليوم محور نفوذها في ثلاث قارات كبرى. ويضيف ولد أباه: «كنت في السابق دعوت إلى توسيع دائرة العروبة إلى هذا التصور اللغوي والثقافي، بإنشاء منظمة دولية مكملة لجامعة الدول العربية باسم الرابطة العالمية للعروبة، لا بالمفهوم القومي الخاص وإنما من المنظور اللغوي والثقافي الأوسع». هذه دعوة ذات بُعد ثقافي عالمي وتستحق تبنيها! ونرى أن دبلوماسية اللغة العربية تتمدد في العالم، وممكن أن يكون لها حضور فاعل في الدول الأفريقية، لتؤدي دورًا في الاستثمار الثقافي، وتجدد صلاتها التاريخية وتحيي حضور الثقافة العربية، كما كان في حواضر تومبكتو (مالي) التي لا يزال يتحدث أهلها باللسان العربي. ووجود الإمارات سيكون رادفاً اقتصاديا هناك، والإمارات دولة مرحب بها في أفريقيا.. ودفعاً لدعوة الإمارات للسلم والسلام والحوار في السياسة الخارجية لدولة الإمارات في إطار مبادئ الخمسين التي ترسم المسار الاستراتيجي لدولة الإمارات خلال دورتها الجديدة.
ونختم بتغريدة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، على حسابه في «تويتر» حيث كتب سموه: «عندما نعبر بالعربي فإننا نقول للعالم: إننا فخورون بلغتنا، هي هوانا وهويتنا، بها عشقنا وافتخارنا، وبها تعبدنا وتعلمنا». 

* سفير سابق