شهدت دولة الإمارات هطول أمطار متفرقة عمت أنحاء البلاد الأسبوع الماضي والتي تراوحت شدتها بين الغزيرة والمتوسطة، وقد هطلت الأمطار على كل من دبي وخورفكان، لكن أكثر المناطق المتضررة من الأمطار والسيول القوية، كانت في إمارات: الشارقة ورأس الخيمة والفجيرة. والتنسيق المنظم بين القيادة والمؤسسات المعنية، ورجال الأعمال، وعامة الشعب يثبت أن هذا التحرك ليس عشوائياً وتنظمه إدارة ناجحة. إن أهم إدارة تتميز بها دولة الإمارات هي إدارة الأزمات والكوارث، فهي تعد الأكثر تقدماً في المنطقة وكذلك أهلت الدولة كادراً محترفاً يتمتع بأعلى المستويات التعليمية. 
بعد هطول الأمطار، تحركت القيادة الإماراتية في جميع أنحاء البلاد، فقد وجّه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وزارة تنمية المجتمع، بنقل الأسر المتضررة من الأمطار الشديدة والسيول، كما وجه بالتنسيق مع الجهات الأمنية والشرطية والبلديات وبتحريك فرق الطوارئ والإنقاذ في إمارات الدولة. كما تفقد سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، مناطق الفجيرة التي تضررت من الأمطار الغزيرة والسيول وطالب بإخلاء الأسر المتضررة والتعامل بحرفية مع الآثار التي خلفتها الأمطار. 
ومع تحرك القيادة والجهات المسؤولة، قام المتطوعون من المواطنين والمواطنات ومختلف الجنسيات المقيمة في الدولة بالعمل في مختلف العمليات وتنظيف الشوارع. كذلك قدم رجال الأعمال مبادراتهم الوطنية والإنسانية، مثل رجل الأعمال الإماراتي، خلف بن أحمد الحبتور، بتقديم 300 غرفة فندقية تابعة لمجموعة الحبتور، مخصصة لتعزيز جهود وزارة تنمية المجتمع في إيواء الأسر المتضررة من الأمطار والسيول بالمناطق الشرقية من الدولة. 
أما الجهات الإدارية للأزمات والكوارث فكان لها دور كبير في التنسيق والتنظيم، فالهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، التي تعمل تحت مظلة وإشراف المجلس الأعلى للأمن الوطني، تعتبر من أهم الجهات التي تقوم بتنسيق ووضع المعايير والأنظمة واللوائح المتعلقة بإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، كما تقدم خدمات في مجالات مختلفة ومنها مواجهة الكوارث الطبيعية وانقطاع التيار، كذلك تدعم الهيئة العمل التطوعي من خلال توفير التسجيل في منصة الإمارات للتطوع، لتكوين قاعدة متميزة من المتطوعين الحريصين الحفاظ على مكتسبات الدولة. أيضاً من الجهات المتميزة في إدارة الأزمات، مراكز إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث في دولة الإمارات. فهذه المراكز تعمل على رسم خرائط المخاطر وتقييمها، وجمع البيانات والبحث والتحاليل المتعلقة بالكوارث وإدارتها، التدريب والتوعية العامة، والتأهب والاستجابة والإغاثة والتأهيل، وإدارة أنشطة ما بعد الكوارث. 
إن المؤسسات المعنية بإدارة الأزمات والكوارث تعتبر من أهم الجهات الإدارية، خاصة في ظل ما يشاهده العالم من تغيرات في المناخ، وانتشار الأوبئة، هذا عدا الاضطرابات الأمنية والسياسية. فأهميتها تكمن في مواجهة الكوارث الطبيعية، وطوارئ الحروب والأوبئة، والحماية من الأعمال التخريبية وغيرها، وهذا ما تقوم به دولة الإمارات بجدارة. 
باحثة سعودية في الإعلام السياسي