وجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حفظه الله، كلمةً مهمةً، مساء الأربعاء الماضي، بثتها وسائل الإعلام المختلفة وتناولتها وكالات الأنباء والقنوات الفضائية العربية والدولية باهتمام بالغ، لأهمية محتواها وتوقيتها، لاسيما أنها أول كلمة يوجهها سموه بعد توليه منصب رئيس الدولة عقب انتخابه من قِبل أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات ومبايعته من قِبل الشعب الإماراتي.

وقد حملت هذه الكلمة المهمة في طياتها حِكماً ومعاني ورؤى وتوجيهات في غاية الأهمية، كما اشتملت على تذكير بسيرة الوفاء لأخيه الراحل المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي تحمَّل الأمانةَ بكل إخلاص واجتهاد إلى أن سلمها لمن هو أهل لتحملها باقتدار تام.

في كلمته المهمة بشّر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بمستقبل مشرق واعد، معرباً عن آمال كبيرة وتطلعات وطموحات تتحقق وتنجز تباعاً بإذن الله تعالى وبهمة شعب الإمارات الوفي، وستصبح في القريب حقيقةً ملموسةً معيشةً، وذلك بفضل الله وبفضل سواعد وقدرات ومهارات الشباب الإماراتي الذي يقف خلف قيادته في كل الظروف وفي جميع الأوقات، لبناء مستقبل آمن ومشرق ومريح يسوده الأمن والأمان والطمأنينة والسعادة والمحبة والرفاه في بلاد تنشد السلامَ والخيرَ وتصنعهما من خلال نشر المعرفة وتسخير كل الإمكانات من أجل تطوير العنصر البشري القادر على خوض غمار المستقبل وصناعته، المستقبل الذي يتحقق بفضل الجدية والاجتهاد واعتماداً على الإرادة القوية المفعمة بالطاقة الإيجابية والأمل الكبير، وذلك انطلاقاً من رؤية الشيخ محمد بن زايد الذي يؤكد دائماً على ارتباط الشعب الإماراتي الوفي والكريم بإرث تقاليده على هذه الأرض الطيبة، الإرث الذي شكل جزءاً من المنهج القويم للدولة ومسيرتها الخيّرة الظافرة.

وبسبب جهودها الإنسانية والخيرية العظيمة، في دعم الأشقاء والأصدقاء، أصبحت الإمارات محط أنظار العالم كله، ليس فقط بسبب ما تملكه أو تقدمه، ولكن أيضاً بفضل ما لديها من أفكار ملهمة وطاقات منتجة ونموذج اقتصادي قوي وناجح ومزدهر.. كل ذلك جعلها في مركز صناعة القرار إقليمياً وعالمياً.

وفي الوقت ذاته ما فتئت الإمارات تطور هويتَها الثقافيةَ الراسخةَ، بوعي منفتح على الآخر ومتناغم مع روح العصر، لكي يعم السلام أنحاءَ العالم كله. ورغم أن خمسين عاماً فترة قصيرة نسبياً في أعمار الدول، فإن الإمارات تخطت الصعاب بسرعة متناهية، ورسمت لنفسها خططاً تنموية وامتلكت منظومةً متطورة متكاملة في كل المجالات، وأصبحت بيئةً خصبةً جاذبة ومنعشة لإطلاق المبادرات الجديدة والكبيرة والنادرة ولاحتضان الأفكار الملهمة والخلاقة، وهي اليومَ تحتَ قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لديها طموحات وتطلعات لا حدود لها، فهو ملهم الشباب وصانع طاقاتهم، بوصفهم روح الأمل الصادق ورهان المستقبل الواعد المضيء.

وفي ذلك ينطلق سموه من خريطة طريق واضحة نحو المستقبل الآمن المشرق والواعد، بكل ملامحه وقسماته، المستقبل الواضح وضوح الشمس وهي تشرق على ضفاف الخليج العربي، حاملةً الخيرَ والفرحَ والسلامَ والمحبةَ.

*كاتب سعودي