في العشرين من يونيو عام 2001، وعلى خلفية مرور خمسين عاماً على توقيع غالبية دول العالم لاتفاقية وضع اللاجئين (Convention Relating to the Status of Refugees)، تم تأسيس اليوم العالمي للاجئين من قبل الأمم المتحدة، لإلقاء الضوء على التحديات والصعوبات التي يلقاها حوالي مليار إنسان يتمتعون بصفة المهاجرين، منهم 280 مليون مهاجر خارج حدود موطنه الأصلي، و82 مليوناً آخرون نزحوا من مدنهم وقراهم قسرا، منهم 48 مليوناً نازحون داخل بلادهم، و26 مليون لاجئ، و4 ملايين طالب لجوء. والمؤسف أن نسبة متزايدة من النازحين واللاجئين، هم من الأطفال، ولدوا كلاجئين.

وتقدر مفوضية اللاجئين أن أكثر من مليون طفل ولدوا كلاجئين بين عامي 2018 و2020 فقط. ومن بين التحديات العديدة التي يواجهها اللاجئون والنازحون، يتعرض هؤلاء لمعاناة صحية من أهمها صعوبة الحصول على الرعاية المناسبة، ولأسباب عدة، مثل وضعهم القانوني في بلد اللجوء، والعوائق اللغوية، والعنصرية والتمييز من السكان المحليين نتيجة مشاعر وأفكار سلبية تجاههم.

وأحياناً ما تتجاهل الاستراتيجيات الوطنية للرعاية الصحية في بعض الدول، متطلباتِ واحتياجاتِ اللاجئين والمهاجرين، رغم وجود عشرات ومئات الآلاف، وربما الملايين منهم على أراضيها.

ومما يزيد الموقف سوءاً لعشرات الملايين من المهاجرين والنازحين، أن نظم الرعاية الصحية في الدول التي غادروها، متدنية المستوى على أحسن التقديرات، إن لم تكن منهارة تماماً، كما أنهم خلال رحلة نزوحهم وهروبهم مروا بظروف صعبة، نتيجة انعدام الصرف الصحي، والاعتماد على مياه شرب ملوثة في أغلب الأوقات، وهي عوامل كلها تزيد من احتمالات إصابتهم بالعديد من الأمراض المعدية، سواء البكتيرية أو الفيروسية أو الطفيلية، بما في ذلك الأمراض التي يمكن تحقيق الوقاية منها في الظروف الاعتيادية من خلال التطعيمات الطبية الروتينية.

كما أن معسكرات إيواء اللاجئين، تشكل أرضية خصبة لانتشار الأمراض، وخصوصاً المعدية منها، نتيجة اكتظاظها بكثافة سكانية مرتفعة، وغياب البنية التحتية، وخصوصاً مياه الشرب النظيفة، ونظم الصرف الصحي الحديثة، بالإضافة إلى تراجع نوعية وفعالية الخدمات الصحية المتاحة، وهي الظروف التي تجعل من معسكرات الإيواء تلك، أو التجمعات السكانية للاجئين داخل المدن الكبرى، بؤراً لانتشار الأمراض المعدية. وربما كانت مجموعة أو فئة النازحين واللاجئين من أكثر الفئات التي تأثرت سلباً بوباء كوفيد-19 خلال الأعوام المنصرمة.

فحسب تقرير الاتجاهات الدولية للنزوح القسري (Global Trends in Forced Displacement)، الصادر عن مفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين، فإن هناك تراجعاً واضحاً في أعداد طلبات اللجوء بمختلف أنواعه، وفي الهجرة بوجه عام، حيث نتج عن الوباء ازدياد صعوبة عبور الحدود الدولية والانتقال من بلد إلى آخر.

* كاتب متخصص في الشؤون العلمية.