الإمارات.. راعية السلام وعرّابة التسامح في العالم
تتبنّى دولة الإمارات منذ تأسيسها سياسةً ناجحةً وعلاقاتٍ مميّزةً مع دول العالَم كافةً، تسترشد فيها بقيم الأخوّة الإنسانية، والسلام والاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
فمنذ التأسيس في عهد الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كرّست الإماراتُ نفسَها وسيطًا نشِطًا وشريكًا مهمًّا في مبادرات السلام الإقليمية والدولية، انطلاقًا من قيمها الوطنية وواجبها الإنساني القائمَيْن على إعلاء قيم التعايش والتسامح والسلام والأمن.
وقد رسّخت الإمارات، بقيادة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، هذه القيم النبيلة، وعزّزت دورَها الدولي في تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية، وغرْس قيم التعايش والعدالة في مناطق العالَم المختلفة. وسيرًا على هذا النهج، التزم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بجهود السلام والمصالحة والتهدئة في عدد من القضايا الإقليمية والدولية المستعصية. فكان لسموّه الفضل في إنجاح المصالحة التاريخية بين الجارتَين إثيوبيا وإريتريا، بعد عقدين من الاقتتال خلّفا أكثر من 100 ألف قتيل.
كما رعى سموُّه اتفاقَ السلام الموقّع في أكتوبر 2020 بين الحكومة السودانية وحركات الكفاح المسلّح، والذي مهّد الطريقَ لإنهاء عقود من الصراع في دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق. ورعى سموّه اللقاءَ التاريخي الذي جمع فضيلة شيخ الأزهر وبابا الكنيسة الكاثوليكية، الذي تمخّض عنه إصدار «وثيقة الأخوّة الإنسانية» التي رسمت خريطةَ طريق للبشرية نحو عالم متسامح. ويُعدّ سموّه أحد أبرز قادة العالم الإسلامي الذين عملوا على ترسيخ وسطية الدين الإسلامي الحنيف، وإبراز وجهه السمح، ومحاربة كلِّ مظاهر التطرُّف الديني المحسوبة عليه.
ولأن التدخُّل العسكري المنسجم مع القواعد الإنسانية والقوانين الدولية، قد يكون في بعض الأحيان أضمن وسيلة لإحلال السلام وإنهاء دوامة العنف والقتل والدم، شاركت الإمارات بفاعلية ضمن قوات «درع الجزيرة» في الحفاظ على أمن مملكة البحرين الشقيقة ووحدة شعبها، كما شاركت بفاعلية في العمليات العسكرية الدولية ضدّ تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا، وشاركت أيضًا في عملية «عاصفة الحزم» التي نفذّها التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية، دفاعًا عن عروبة اليمن وحمايةً لأمنه واستقراره. ومع المكانة البارزة التي باتت تتبوؤها دولة الإمارات، وتنامي دورها في العالَم، فإن مسؤولياتِها العربية والإقليمية والدولية ستزيد لا محالةَ. ولا شك في أن الإمارات، بفضل قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، عازمة على تحمّل هذه المسؤولية، خدمةً للسلم والأمن في العالم، وتكريسًا للاستقرار والازدهار والرخاء في المنطقة.
* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.